موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٤
عشرات الكهنة تم اعتقالهم عام 2023 في ظل قمع الأنظمة الاستبدادية للكنيسة

أبونا :

 

بحسب الأرقام التي جمعتها المؤسّسة البابويّة لمساعدة الكنيسة المتألمة، فقد تمّ اعتقال أو اختطاف أو قتل ما مجموعه 132 كاهنًا وراهبًا كاثوليكيًا خلال عام 2023. ويمثل هذا الرقم زيادة عن 124 حالة في عام 2022. ومع ذلك، فأشارت إلى أنّ هذه الأرقام هي للحالات المؤكدة، وبالتالي قد يكون العدد أعلى لأنه من الصعب الحصول على معلومات موثوقة في بعض البلدان.

 

ومن بين هؤلاء، كان 86 من رجال الدين قد اعتقلوا أو احتُجزوا في وقت ما خلال عام 2023. وتم اعتقال أو اختطاف بعض الكهنة والرهبان قبل بداية العام ولكنهم ظلوا رهن الاحتجاز أو كانوا مفقودين لبعض أو طيلة العام 2023. وهذا مقارنة بـ55 شخصًا كانوا رهن الاعتقال في وقت ما خلال عام 2022.

 

وتتصدر نيكاراغوا وبيلاروسيا قائمة الأنظمة الاستبدادية التي لجأت إلى احتجاز الكهنة والرهبان من أجل معاقبة الكنيسة على تحدثها علنًا ضد الظلم وانتهاكات حقوق الإنسان، أو لمجرد محاولتها العمل بحرية، بحسب المؤسّسة البابويّة لمساعدة الكنيسة المتألمة.

 

 

نيكاراغوا

 

وتمّ اعتقال ما مجموعه 46 رجل الدين خلال عام 2023 في نيكاراغوا، بما في ذلك اثنين من الأساقفة وأربعة طلاب إكليريكيين، بينما تمّ طرد آخرين، بما في ذلك راهبات مرسلات المحبّة (الأم تريزا)، من البلاد أو تمّ رفض عودتهم بعد تواجدهم في الخارج.

 

وتمّ إطلاق سراح العديد من الكهنة الذين تم اعتقالهم في نهاية المطاف، أو تمّ إرسالهم إلى المنفى، لكن حملة القمع الكبرى تمّت خلال الأسبوعين الأخيرين من كانون الأول 2023، والتي أدت إلى اعتقال ما لا يقل عن 19 من الإكليروس، بما في ذلك المطران إيسيدور ديل كارمن مورا أورتيجا، من أبرشيّة سونا. وتمّ إطلاق سراح اثنين من الكهنة في وقت لاحق، لكن الـ17 الباقين، بالإضافة إلى المطران رولاندو ألفاريز، الذي اعتقل في آب 2022 وحُكم عليه لاحقًا بالسجن لمدة 26 عامًا، ما زالوا رهن الاحتجاز.

 

 

دول أخرى

 

وحتى لو كان إثبات المعلومات شبه مستحيل، فإن أرقام المؤسّسة البابويّة تشير إلى أن 20 رجل دين كانوا رهن الاعتقال خلال عام 2023 في الصين، ويظل بعضهم في عداد المفقودين بعد سنوات عديدة. لكنّ العدد الحقيقي يمكن أن يكون أعلى، أو حتى أقل قليلاً، حيث ربما تمّ إطلاق سراح بعض الكهنة أو الأساقفة دون الإعلان عن التفاصيل.

 

ومن الدول الأخرى التي لجأت إلى الاعتقالات من أجل إسكات الإكليروس هي بيلاروسيا، حيث اعتقلت السلطات ما لا يقل عن 10 كاهنًا، وما زال ثلاثة منهم خلف القضبان مع اقتراب العام من نهايته. كما لم يتم إطلاق سراح الكاهنين إيفان ليفيتسكي وبوهدان هيليتا، من كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، اللذين اعتقلتهما القوات الروسيّة في أوكرانيا عام 2022.

 

وفي الهند، حيث لا يزال يتم استخدام قوانين مكافحة الارتداد لمحاولة إعاقة عمل المؤسّسات الكاثوليكيّة، تمّ القبض على ستة أشخاص على الأقل خلال عام 2023، بما في ذلك راهبة واحدة. وقد أُطلق سراحهم جميعًا منذ ذلك الحين، رغم أن بعضهم لا يزال يواجه اتهامات قد تؤدي إلى أحكام بالسجن.

 

 

تراجع عمليات الاختطاف

 

وانخفض عدد الكهنة أو الراهبات المختطفات في عام 2023 إلى 33، من 54 في عام 2022، لكنه لا يزال كبير. ويشمل هذا العدد خمسة كهنة اختطفوا في سنوات سابقة، لكنهم ظلوا في أيدي خاطفيهم، أو أصبح مصيرهم في عداد المفقودين حتى عام 2023، مثل الأب هانز يواكيم لوهر، الذي اختطف في مالي عام 2022، وأُطلق سراحه في تشرين الثاني 2023.

 

وتتصدّر نيجيريا القائمة بفارق كبير، مع 28 حالة، بما في ذلك ثلاث راهبات، في حين أن الدولة الأخرى الوحيدة التي لديها حالات اختطاف متعدّدة كانت هايتي، مع حالتين. ومن بين البلدان الأخرى التي تم فيها اختطاف كهنة مالي وبوركينا فاسو، بينما اختطفت راهبة في إثيوبيا.

 

وكانت هناك حالة واحدة في نيجيريا لراهب قُتل على يد خاطفيه.

 

والغالبية العظمى من الحالات تمّ إطلاق سراح المختطفين، باستثناء أربعة كهنة: جون باكو شيكولو من نيجيريا، وجويل يوغباري من بوركينا فاسو، المفقودان منذ عام 2019، وجوزيف إيجويجو وكريستوفر أوجيد، وكلاهما من نيجيريا، المفقودان منذ عام 2022.

 

 

نيجيريا أعلى عدد من جرائم القتل

 

ودفع العديد من المسيحيين، وخاصة الكهنة والراهبات، ثمنًا باهظًا لالتزامهم بالصالح العام وحقوق الإنسان والحرية الدينية وحرية المجتمعات والشعوب التي يخدمونها. فقد شهد عام 2023 استشهاد 14 شخصًا، بينهم 11 كاهنًا وأسقفًا واحدًا، وراهبًا واحدًا، وإكليريكيًا واحدًا. ويمثل هذا انخفاضًا عن العدد 18 المسجل في عام 2022. وبقدر ما تمكنت المؤسّسة البابويّة من التأكد من ذلك، فلم تُقتل أيّة راهبة هذا العام.

 

ووقعت سبعة من عمليات القتل في ظروف غير واضحة، أو لا تتعلق بشكل مباشر بأيّة حادثة اضطهاد مؤكدة. ومن بين هؤلاء أسقف وكاهن في الولايات المتحدة، وكاهن في كولومبيا، وكاهن في المكسيك، وراهب في الكاميرون، وكاهن في بوركينا فاسو، وكاهن في نيجيريا.

 

ومن بين الوفيات السبع المرتبطة مباشرة بالاضطهاد، كانت نيجيريا هي أعلى القائمة بثلاثة ضحايا. فقد قُتل الأب إسحق آشي بوحشية في كانون الثاني، عندما لم يتمكن من الهروب من منزله بعد أن احترق بالكامل بعد هجوم، وعانى الإكليريكي نعمان دانلامي من نفس المصير بالضبط، ولكن في أيلول. بعد ذلك بوقت قصير، في تشرين الأول، قُتل جودوين إيز، وهو راهب بنديكتاني اختُطف مع اثنين من زملائه المبتدئين، على يد خاطفيه.

 

وصنفت بعض جرائم القتل على أنها اضطهاد، على الرغم من عدم وضوح دوافع القتلة. فقد قُتل الأب بامفيلي نادا في تنزانيا على يد رجل يعاني من مشاكل عقلية. وفي المكسيك، عُثر على الأب خافيير غارسيا فيلافانيا مقتولاً بالرصاص في سيارته على يد مهاجمين مجهولين، في منطقة تشيع فيها الجريمة المنظمة وغالبًا ما يتم استهداف أولئك الذين يتحدثون ضدها من قبل عصابات المخدرات. وفي كانون الأول، تعرّض كاهن بلجيكي مسن يدعى ليوبولد فاين، والمعروف محليًا باسم بول، للطعن حتى الموت على يد رجال مسلحين اقتحموا منزله في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث خدم هناك لعقود من الزمن.