موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١٣ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
عائلة جديدة من بيت لحم: عندما يرتكز احتفال الزواج على الجوهر وليس السطحيات
السيد بطرس لاما وزوجته السيدة سيلفا أمام مغارة الميلاد في كنيسة المهد – بيت لحم

السيد بطرس لاما وزوجته السيدة سيلفا أمام مغارة الميلاد في كنيسة المهد – بيت لحم

أبونا :

 

نشرت صفحة رعيّة القديسة كاترينا في بيت لحم خبرة جميلة للسيد بطرس لاما وزوجته سيلفا، من مدينة بيت لحم، اللذين نالا سرّ الزواج المقدّس في احتفاليّة يمكن أن تصفها العقليّة السائدة في عالم اليوم بأنّها "بسيطة" على صعيد الماديات، إنما "غنيّة" جدًا على الصعيد الروحانيّ.

 

توضح الرعيّة بالقول: لطالما دعوناكم لاحتفالات زواج تركّز على الجوهر وليس على السطحيات. ولربما تظنون أننا كنا نتكلّم عن أمر خيالي وغير واقعي، ولذلك أردنا أن نشرككم في قصة احتفال لسر الزواج حصلت في بيت لحم، بين ابن بيت لحم بطرس لاما وزوجته سيلفا. لعلنا نتشجّع على الأقل لكي نركز على التحضير الروحيّ الصحيح للزواج، والابتعاد عن بذخ وأمور سطحيّة ليست لها أيّة قيمة، وفي بعض الأحيان تصبح ثقلاً على شكل ديون كبيرة تعكّر صفو الحياة الزوجيّة وجمالها".

 

غنى روحي.. قبل المادي

 

يقول السيّد بطرس لاما في شهادته: "لقد تربيت في كنف الشبيبة والكنيسة، وتبنيت روحانيّة القديس فرنسيس الأسيزي التي تدعو الإنسان لكي يكون حرًا في حياته وموكلاً جميع أموره للعناية الإلهيّة". ويلفت بأنّه مستلهمًا بهذه الروحانيّة قرّر وزوجته سيلفا إنشاء عائلة مسيحيّة "ككنيسة بيتيّة صغيرة، لا تتحكّم فيها مظاهر العالم وعاداته، والتي تقيّد الأزواج حتى بعد انتهاء احتفالات العرس".

 

يضيف: "لقد تشجعت على ذلك كوني تعرّفت على العديد من الأصدقاء الذين يعيشون هذه الروحانيّة من قبلي، فكانوا يقبلون لنيل سرّ الزواج ويجهزون بيوتهم حتى ببعض العطايا البسيطة، كغسالة مستعملة من بيت عمهم، أو مطبخ مستعمل من بيت جدتهم، أو بيت بالإيجار".

 

ويشير بطرس إلى أنّ هذه العائلات تعيش كعائلات مسيحيّة حقيقيّة، يخدمون في الكنيسة، ويدعمون شباب وشابات يجدون صعوبة لقبول سر الزواج المقدّس بسبب ارتفاع التكاليف الماديّة. إنّهم يقفون إلى جانبهم روحيًّا وماديًّا. إنّهم كانوا يغتنون روحيًّا قبل أن تتوفّر حاجاتهم الماديّة".

حضورهم كان الهديّة

 

يضيف: "هكذا تعرّفت على زوجتي سيلفا، التي كانت تنظر أيضًا إلى سرّ الزواج المقدّس كمسيرة لعيش فرح السماء على هذه الأرض". ويلفت إلى أنّه لكي نصبح "مصدر فرح لمن هم حولنا، وليس سبب للقلق ولانشغال للآخرين، قرّرنا أن ندعو لاحتفال الزواج فقط من أغنوا حياتنا وجعلوا لها معنى. لم نكن ننتظر هدايا من أحد، لأنّ حضورهم كان هو الهدية".

 

في الختام، يلفت بطرس وزوجته سيلفا إلى أنهما "يعملان كثيرًا، ولم يكن لهما الوقت الكافي لترك عملهما، ولتحمّل أعباء التحضيرات الضخمة"، والتي كما يقولان "لن ننال منها غير الضغط النفسي، والتعب والقلق، بدلاً من الفرح والسعادة بأنّ الرب قد جمعنا في هذا السر المقدّس".