موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٥ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
سنة العائلة – الكاردينال مينيكيلّي: ليكن الأزواج ملتزمين في العمل الراعوي
بحسب الكاردينال إدواردو مينيكيلّي رئيس أساقفة أنكونا أوسيمو الفخري، الخبير في راعوية العائلة، فإن السنة التي أعلنها البابا، والمخصصة للتّعمُّق في الإرشاد الرسولي "فرح الحب"، يجب أن تدفعنا لإعادة قراءة الوثيقة بأكملها.

فاتيكان نيوز :

 

سنة جديدة تتمحور حول العائلة. ففي 19 آذار المقبل، في الذكرى الخامسة لنشر الإرشاد الرسولي "فرح الحب" حول جمال وفرح الحب العائلي، يفتتح البابا فرنسيس سنة "عائلة فرح الحب"، التي ستُختتم في روما في 26 حزيران عام 2022 بمناسبة اللقاء العالمي العاشر للعائلات.

 

وبحسب الكاردينال إدواردو مينيكيلّي، الذي شارك في السينودسَين الخاصين بالعائلة في عامي 2014 و2015، فإن اختيار البابا هذا هو نعمة وفرصة لا تُفوَّت لـ"بداية جديدة" في سياق راعوي متعب، حيث يجب على الكهنة إشراك العائلات بشكل أكبر.

 

وفي مقابلة له مع موقع فاتيكان نيوز يشرح الكاردينال مينيكيلّي كيف قبل قرار البابا. وقال: لقد قبلت هذا الإعلان كنعمة عظيمة ودعوة ملحّة من قبل الأب الأقدس لكي يكون هناك وعي أكبر بمدى اهتمام الكنيسة بالعائلة ولما يمكن للكنيسة أن تتلقاه من العائلة. أعتقد أن البابا فرنسيس قد فهم العلامة مرة أخرى لكي يعيد الحيوية إلى راعوية العائلة. كذلك إذا قارنّا الإرشاد الرسولي "فرح الحب" مع الإرشاد الرسولي "وظائف العائلة المسيحية في عالم اليوم"، سندرك على الفور أن القديس يوحنا بولس الثاني والبابا فرنسيس هما البابوان اللذان التزما بشكل خاص في هذا المجال. ولذا يجب لهذا الأمر أن يجعلنا هذا نقبل بفرح دعوة البابا لكي نعيش سنة مكرسة للعائلة ويجب أن تحيي فينا جميعًا هذا الاهتمام الراعوي الضروري الكبير.

 

وحول التأخير الذي حصل في الراعوية الحالية للزواج وما هي أسباب هذا التأخير، أجاب الكاردينال مينيكيلّي: أنا لا أقوم بإصدار الأحكام، كما أنني أجد صعوبة في تحديد ما قد يكون التأخير. أنا فقط أقول إن راعوية العائلة مُلزمة ومتعبة ولا تعطينا دائمًا ثمارًا فورية. لأنها راعوية واسعة وتشمل مشاكل مختلفة: تربوية، أخلاقية، اجتماعية، وعلى صعيد التنشئة. لذلك من المحتمل أن تكون هناك تأخيرات، ولكن في رأيي، فإن الطريقة الوحيدة الممكنة للتغلب عليها هي اكتساب الإدراك بأنّه من الضروري استعادة النعمة الأسراريّة العملية، لسرّي المعمودية والزواج. نجد هنا نِعمتين أسراريّتين تُلزمان من يستقبلهما ويعيشهما في إطار الحداثة. تتكوّن العائلة وتقوم على أساس هذين السرّين، ومن ثمّ، ومن الواضح أنّها تتغذّى من الإفخارستيّا. لذلك، هناك حاجة لهذا الإدراك بأن الزوجين، والعائلة التي شكلاها، يحملان في داخلهما "رأس مال"، وهو رأس مال نعمة الله ونعمة الأسرار التي ينبغي أن تساعدنا جميعًا على إعادة إطلاق راعويّة العائلة وإلغاء كل التأخيرات. ثم هناك جانب آخر وهو الإدراك بأن العائلة، باسم هذين السرّين بالتحديد، هي موضوع راعوي: لأن هذه الراعوية ليست راعوية "من أجل" العائلة، بل هي راعوية "مع" العائلة، وهنا التعب عظيم.

 

وحول هدف البابا فرنسيس من هذه السنة لكي تعود العائلة مجدّدًا كرائدة لراعويّة العائلة وأهميّة هذا الجانب، قال الكاردينال مينيكيلّي: إنه جانب مركزي. أتذكر عدد المرات التي تمّت فيها مناقشة هذا الموضوع وكم مرة تم تعميقه في مجلس أساقفة إيطاليا وكم مرة تم التذكير بهذا الدور المركزي للعائلة في العمل الراعوي الذي يتعلّق بها. هناك تعبير جميل آخر استخدمناه أيضًا خلال السينودس: الرعية "عائلة من العائلات"، والكنيسة "عائلة من العائلات". إنّها عناصر حداثة راعوية جميلة، وإذا عرفنا كيف نجسِّدها، فسنكون قادرين حقًا على أن نضع معًا الأفعال الشهيرة التي كُتبت في الإرشاد الرسولي "فرح الحب". سألخصها وأُضيف إليها فعل نهائي. "قبول" العائلات "ومرافقة" العائلات و" تمييز" واقع العائلات و"إدماج" العائلات. لكن على هذا كلّه أن يؤدي إلى ضمان أن تحب الكنيسة العائلة، وتتبعها، وأن تجعلها "تشارك" في العمل الراعوي. 

 

وخلص الكاردينال إدواردو مينيكيلّي، في حديثه لفاتيكان نيوز، مجيبًا على سؤال حول الانتظارات من هذه السنة وقال أتمنّى حقًا أن تكون هذه السنة المخصَّصة لإعادة قراءة الإرشاد الرسولي "فرح الحب" بداية جديدة. أشكر الأب الأقدس كثيرًا وأستجدي نعمة الله لكي يتم قبول هذا كلّه وعيشه داخل الجماعة المسيحيّة. كما أتمنّى أن يكون هناك التزام من قبل الجماعة بأسرها.