موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ٣ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
البابا لاون في تذكار جميع الموتى: الله فتح لنا طريق الحياة الأبدية

أبونا :

 

ترأس البابا لاون الرابع عشر قداس تذكار جميع الموتى المؤمنين داخل مقبرة فيرانو في روما، حيث أكّد كيف يتردّد إعلان الحياة الأبدية التي وهبها المسيح بين شواهد القبور: "فهو سيُبيد الموت إلى الأبد، بل لقد غلبه بالفعل، إذ فتح لنا طريق الحياة الأبدية بعبوره وادي الموت خلال سرّه الفصحي. وهكذا، باتحادنا به، نستطيع نحن أيضًا أن ندخل وادي الموت ونعبره".

 

واستهل البابا عظته قائلاً: "على الرغم من أنهم رحلوا عنا في يوم وفاتهم، إلّا أنّنا ما نزال نحملهم في قلوبنا، وتبقى ذكراهم حيّة فينا وسط تفاصيل حياتنا اليومية". وأضاف: "غالبًا ما يُعيد شيء ما ذكرهم إلى أذهاننا، فنسترجع تجارب شاركناها معهم يومًا ما. إنّ أماكن كثيرة، وحتى رائحة بيوتنا، تُحدّثنا عن أولئك الذين أحببناهم ورحلوا قبلنا، وتحافظ على ذكراهم حيّة أمامنا بشكل نابض".

 

رجاء المستقبل القائم على القيامة

 

مع ذلك، فإنّ قداس اليوم ليس فقط لتذكّر أولئك الذين رحلوا عن هذا العالم: "إيماننا المسيحي، القائم على سرّ المسيح الفصحي، يساعدنا على أن نعيش الذكرى ليس كمجرّد استرجاع للماضي، بل كرجاء للمستقبل أيضًا". لذلك، "فالأمر لا يتعلّق بالنظر إلى الوراء بقدر ما هو النظر إلى الأمام، نحو هدف مسيرتنا، نحو المرفأ الآمن الذي وعدنا به الله، نحو الوليمة الأبدية التي تنتظرنا".

 

وتابع البابا لاون الرابع عشر في عظته مؤكدًا أنّ الرجاء بالمستقبل الذي يُنعش ذكرانا وصلاتنا في هذا اليوم "ليس وهمًا ليخفّف ألم فراق أحبّائنا، ولا تفاؤلًا بشريًا محضًا، إنما هو رجاء مؤسّس على قيامة يسوع الذي غلب الموت وفتح أمامنا الطريق لحياة الكاملة".

المحبّة تنتصر على الموت

 

واستذكر قداسته كلمات مقابلته العامة في 15 تشرين الأو الفائت: إنّ الرّب "هو غاية مسيرتنا. فبدون محبّته، تصير رحلة حياتنا تائهة بلا قصد، وخطأً ومأساة بلا وصول… إنّ الرّب القائم من بين الأموات يضمن الوصول إلى المرسى، ويقودنا إلى البيت، حيث ينتظرنا ويحيّبا ويريد أن يخلّصنا".

 

وستكون تلك الغاية الأخيرة "لقاء المحبة". إنّها المحبة نفسها التي خلقنا الله بها، والمحبة نفسها التي خلّصنا بها ابنه من الموت، والمحبة نفسها التي يريد من خلالها أن نحيا معه ومع أحبائنا إلى الأبد". ولهذا، شدّد البابا على أنّه يمكننا أن نسير نحو هدفنا، وأن نستبق ذلك منذ الآن من خلال رباط لا ينفصم مع الذين سبقونا، بينما نعيش في المحبة ونُظهر المحبة للآخرين، ولا سيّما للأضعف والأكثر احتياجًا.

 

وقال البابا لاون إنّ "المحبّة تنتصر على الموت. وبالمحبّة سيجمعنا الله مع أحبّائنا. وإذا سرنا معًا في المحبّة، تصبح حياتنا نفسها صلاةً ترتفع إلى الله، تُوحّدنا بالراحلين، وتقرّبنا منهم بينما نحن ننتظر أن نلتقي بهم مجدّدًا في فرح الحياة الأبدية".

مسح كل دمعة

 

من هنا، أتت دعوة قداسته لكي نُسلّم ذواتنا للرجاء الذي لا يُخيّب.

 

وقال: "أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، بينما يبقى حزننا على من رحلوا محفورًا في قلوبنا، لنثبّت أنظارنا على المسيح القائم من بين الأموات، ولنفكّر بأحبّائنا الراحلين وقد احتضنهم نوره. ولندع وعد الرب بالحياة الأبدية يتردّد في قلوبنا: إنّه سيُبيد الموت إلى الأبد".

 

وخلص البابا لاون الرابع عشر في عظته بالقول: "الرب ينتظرنا، وعندما نلتقي به أخيرًا في نهاية رحلتنا الأرضية، سنفرح معه ومع أحبائنا الذين سبقونا.. فليُسندنا هذا الوعد، ويمسح دموعنا، ويرفع أنظارنا نحو رجاء المستقبل الذي لا يزول أبدًا".