موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
حصل سجينان يقضيان حاليًا عقوباتهما في سجن ريبيبيا بروما على إذن خاص للمشاركة في اللقاء العام للبابا لاون الرابع عشر يوم الأربعاء الماضي.
وصرّح الأب ماركو فيبي، مرشد السجن، لوكالة الأنباء الكاثوليكيّة، الناطقة باللغة الإسبانيّة، لقد "تلقينا دعوة رسميّة من الفاتيكان للمشاركة في اللقاء، وطلب السجينان من القاضي إذنًا خاصًا، وقد مُنح الإذن". وقد رافقهما الأب فيبي إلى ساحة القديس بطرس برفقة مديرة السجن.
وقال "كانت هديّة عظيمة للسجينين أن يتمكنا من تبادل بعض الكلمات مع البابا". وأضاف الكاهن الإيطالي "لقد تأثرنا جميعًا بشدّة؛ حيث كانت هذه المقابلة العامة الثالثة للبابا لاون الرابع عشر. كان من دواعي شرفنا أن نكون بين الأوائل الذين التقوا به شخصيًّا. لقد أُعجبنا بسهولة تواصله واهتمامه وقربه من السجينين".
وقد بدت كلمات البابا لاون خلال تعليمه المسيحيّ مناسبةً بشكلٍ خاصٍّ لأولئك السجينين، حيث "قال قداسته إنّ الله قادرٌ على أن يدعونا جميعًا في مرحلةٍ ما من حياتنا؛ حتى في أحلك اللحظات التي نشعر فيها بالعجز، يأتي الربّ دائمًا لملاقاتنا".
ولفت الأب فيبي أنّ نزلاء سجن ريبيبيا قد ارتكبوا جرائم، بعضها شديد الخطورة، لكنّ لديهم الحقّ في إعادة بدء حياتهم. وأضاف الكاهن الذي يعمل في خدمة السجون في ريبيبيا منذ ست سنوات أنّ "جميع السجون تمثّل أماكن للعزل، ووسيلة للتكفير عبر العقوبة، وبالتالي معاناةٌ وألمٌ كبيران".
لكنه أشار إلى أنّه "كثيرًا ما مررت بتجارب تُثبت أنّ كلّ شيءٍ لا يُفقد أبدًا، وأنّ الإنسان يُمكنه أن يُولد من جديد". لذا، فإنّنا "مدعوّون كمرشدين في السجون للاعتناء بهذا الرجاء، وتعزيز الدافع العميق للعودة إلى المجتمع بطريقةٍ مختلفة، أو لاستغلال فترة سجنهم كلحظةٍ إيجابيّة".
وحالما علما أنّهما سيتمكّنان من لقاء البابا شخصيًّا، انهمك السجينان في صنع هديةٍ له. وبفضل إحدى ورش الحرف اليدوية في السجن، صنعا صليبًا فضيًّا صغيرًا يدويًا، يُحاكي صليب الرجاء، ونقشا عليه شعار المرساة ورمز السيّد المسيح.
ويضم السجن أماكن مختلفة تُمكّن النزلاء من تطوير مهاراتهم الإبداعيّة. على سبيل المثال، في ورشة "إعادة التدوير"، يقوم السجناء بتحويل القوارب القديمة التي تُستخدم لنقل المهاجرين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا، إلى قطع فنية متنوّعة، مثل المسابح الورديّة، التي تُرسل بعد ذلك إلى الفاتيكان.
ويستذكر الأب فيبي بأنّ "أحد أوّل الأمور التي قام بها البابا فرنسيس كحبر أعظم غسل أقدام السجناء في سجن كاسال ديل مارمو، وهي لفتة دأب على القيام بها كل خميس أسرار تقريبًا خلال سنوات حبريته الاثنتي عشرة. وحتى قبيل وفاته، كان يأمل في زيارة سجن ريجينا كايلي، رغم أنه لم يتمكن من الاحتفال بالقداس معهم؛ لأنّه كان قد خرج من المستشفى للتو".
كما أنّ البابا الراحل قرّر خلال يوبيل عام 2025، المُخصّص للرجاء، وبشكلٍ استثنائي، فتح باب مقدّس داخل السجن الروماني أيضًا. وأوضح الكاهن الإيطالي أنّه "في مرسوم الدعوة إلى يوبيل 2025 ’الرَّجاءُ لا يُخَيِّبُ‘، أشار إلى السجن كأول مكان يجلب الرجاء".
ولفت الأب فيبي إلى أن السجناء تأثّروا بشدّة بوفاة البابا فرنسيس في 21 نيسان، بحزنٍ شديد، وأرادوا أن يكونوا في الصفوف الأماميّة في جنازته. وقال "لقد رأيتهم بوضوح كيف يشاركون في جنازة البابا فرنسيس بتأثرٍ كبير. لقد أحبوه حُبًّا جمًّا".
ويبدو أن لفتة البابا لاون باستقبال المعتقلين الاثنين في اللقاء العام تُعدّ استمرارًا لإرث فرنسيس.