موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ١٩ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٠
رهبنة الورديّة المقدسة في القدس تحتفل بالعيد الخامس لمؤسستها القديسة ماري ألفونسين
البطريرك بيتسابالا يبارك تمثال القديسة ألفونسين المقدّم من رهبنة الوردية المقدسة لكوكاتدرائية البطريركيّة اللاتينيّة

البطريرك بيتسابالا يبارك تمثال القديسة ألفونسين المقدّم من رهبنة الوردية المقدسة لكوكاتدرائية البطريركيّة اللاتينيّة

أبونا :

 

احتفلت رهبنة الورديّة المقدّسة، مساء الخميس 17 تشرين الثاني نوفمبر 2020، بعيد مؤسستها القديسة ماري ألفونسين غطّاس، في القداس الإلهي الذي ترأسه بطريرك القدس للاتين بييرباتيستا بيتسابالا، في كوكاتدائية الصرح البطريركي في البلدة القديمة داخل أسوار مدينة القدس الشريف.

 

وشارك في القداس النائب البطريركي في القدس وفلسطين المطران بولس ماركوتسو، والمطران كمال بطحيش، والنائب البطريركي في الناصرة الأب حنا كلداني، ولفيف من الكهنة، بحضور القائمة بأعمال الرئيسة العامة لرهبنة الوردية الأم إينييس اليعقوب، وسفير دولة فلسطين لدى الفاتيكان عيسى قسيسية، ولفيف من الراهبات وممثلين عن المؤسسات المسيحية ومؤمنين. فيما أحيا القداس جوقة مؤلفة من راهبات الورديّة وطلبة المعهد الإكليريكي بقيادة الأب برنارد بوجي.
 

جانب من القداس الإلهي احتفاءً بعيد القديسة ماري ألفونسين دانيل غطاس

ابنة، عروس وأم

 

وبعد إعلان الإنجيل المقدس، قدّم البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا في هذه المناسبة الشكر الجزيل لرهبنة الورديّة المقدّسة على خدماتها الجليلة في مختلف مناطق انتشارها حول العالم العربي، لاسيّما حضورها الهام في رعايا ومدارس أبرشية البطريركيّة اللاتينية. وشدد غبطته في هذا السياق على أهميّة رؤية الواقع الكنسي من عيون المرأة، لما تحمله من وجهة نظر تُكمل وتُغني الكنيسة في حياتها ورسالتها.

 

وقال: إنّ مثال السيدة مريم العذراء لراهبة الورديّة يأتي من كونها ابنة لعائلتها ولله القدير، وعروسًا للسيد المسيح، وأمًا للكنيسة. وأشار إلى أن راهبات الوردية لسنّ فحسب بنات في قلب الكنيسة الجامعة، إنما بنات في قلب كنيسة القدس بشكل خاص. وعندما يكون جميعنا أبناء وبنات في كنيسة القدس فإنه يعني وجوب العيش بقوة الحب، وهذه رسالة هامة وسط تعيشه الأرض المقدسة من واقع كراهيّة وانقسام.

 

كما تابع بطريرك القدس للاتين عظته موضحًا بأنّ راهبة الورديّة هي عروسًا للسيد المسيح، وهذا يعني أن تكون حاضرة في قلب الكنيسة، وأن تقوم بخدمة المسيح في كل مجالات حياة الكنيسة الروحيّة والإنسانيّة. وفي الختام، أشار البطريرك بيتسابالا إلى راهبة الورديّة هي أم للكنيسة، لديها القدرة على الخلق الجديد؛ وهذا يعني دورها في أن إعطاء حياة جديدة مُحيية داخل كنيسة القدس، أم الكنائس.

 

وقبل ختام القداس، تم مباركة تمثال القديسة ألفونسين المُقدّم من رهبنة الورديّة للكوكاتدرائيّة اللاتينيّة.

الأم إينييس اليعقوب تلقي كلمتها قبل منح البركة الختاميّة

فرح الماضي يتجدّد اليوم بقوّة

 

وألقت الأم إينييس اليعقوب كلمة جاء فيها: تعيش رهبنة الوردية اليوم نعمة الإيمان والشكر لله، ولحظات الفرح والامتنان والالترام بالبطريركيّة اللاتينية، وتفخر أنها ابنة الأبرشيّة، ومؤسستها ابنة القدس بالتحديد. تعيش فرح الله وفرح الحق.

 

أضافت: في 10 تموز عام 1880، في عيد الشهداء السبعة، لبست سبع فتيات من بنات القدس على الجلجة أيقونة الوردية، ولكن دون ثوب رهباني مخصص، لشدّة الفقر. وسكنّ بيتًا صغيرًا استأجره الأب يوسف طنوس يمّين. ثم بمساعدة البطريرك منصور براكو، اشترى الأب يوسف طنوس في 25 تموز البيت الصغير بجانب البطريركية الذي تسكنه الراهبات الآن. دخلن البيت وقبّلن الأرض شاكرات الرب. لم يكنّ لابسات ثوبًا رهبانيًّا بسبب الفقر، إلى أن ألهمّ الله سيدة فرنسيّة من مدينة ليون، تبرعت لهنّ بالثياب، وهكذا قبلن الثوب الرهباني أخيرًا من يد البطريرك منصور براكو في 15 كانون الأوّل 1881 في الكابيلا الخاصة به. وفي اليوم التالي، بدأنّ بتساعية عيد الميلاد في كنيسة البطريركيّة، أي هنا في هذه الكنيسة، مع الشعب. وكان فرح الناس بهنّ كبيرًا، وبدؤوا يدعوهنّ براهبات الورديّة الجديدة.

 

تابعت: فرح الماضي والعرفان بالجميل يتجدّد اليوم بقوّة، في ذكرى عيد القديسة ماري ألفونسين. اليوم غبطة البطريرك لا يبارك ثوب الرهبانيّة، بل يبارك تمثالاً لابنة القدس، ويضعه في نفس الكنيسة التي تحمل عبق الماضي حيث بدأت أبجديّة الرهبنة. هذا الحدث يحمل في طياته رمزيّة كبيرة لنا، حيث يؤكد على عمق ثبات رهبانيّة الورديّة المقدّسة للبطريركيّة اللاتينية، وتعبّر عنه يوميًّا في التزامنا بالعمل وفقًا لرعاية وإرشادات وتوجيهات غبطة البطريرك، جنبًا إلى جنب، معه ومع إخوتنا كهنة البطريركيّة في سائر أرجاء الأبرشيّة، سائرات على خطى مؤسساتنا في الالتزام الكامل للخدمة والرسالة في إيمان وتواضع ومحبّة وفرح.

 

وخلصت الأم اليعقوب في كلمتها إلى القول: "في احتفالنا اليوم، نرفع طلبنا لغبطة البطريرك، وهو صلاتنا في الرهبنة كل يوم، لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة للشروع في إعداد ملف تطويب مؤسّس الرهبنة، الأب يوسف طنوس يميّن، وهو من كهنة البطريركيّة اللاتينية، إذ اختارته السيدة العذراء ليكون مرشدًا للقديسة ماري ألفونسين في سعيها لتحقيق رغبة السيدة العذراء في تأسيس رهبانيّة الورديّة. ونحن في الرهبنة على يقينٍ تام بقرب اليوم الذي نحتفل به سوية لرفع صلاة الشكر لله على نعمة قداسة أبناء البطريركيّة، من البطاركة والكهنة المؤسسّين، ومن بينهم الأب يوسف طنوس يمّين".

نبذة مختصرة لحياة القديسة ألفونسين

 

يُشار إلى أن ماري ألفونسين غطاس هي راهبة عربيّة ولدت في القدس باسم سلطانة عام 1843. انضمت لرهبانية القديس يوسف للظهور عام 1860، وأبرزت نذورها الابتدائية عام 1863، وقامت بعد إبرازها النذور بتعليم اللغة العربية لمدة سنتين في القدس، أسست خلالها "أخوية الحبل بلا دنس" و"أخوية الأمهات المسيحيات".

 

نقلت إلى بيت لحم، وخلال تواجدها هناك، ظهرت لها السيدة العذراء طالبة منها إنشاء رهبانية جديدة باسم "راهبات الوردية المقدسة"، ووافق بطريرك القدس اللاتيني آنذاك على طلبها، فتأسست على يدها "راهبات الوردية المقدسة" عام 1883 برفقة ثمانية فتيات أخريات. تمت الموافقة على قوانين الرهبنة عام 1897 ونمت بسرعة وازداد عدد المنتسبات لها، ثم أصبحت عام 1959 رهبنة حبريّة تتبع مباشرة للكرسي الرسولي.

 

أعلنت طوباويّة في بازيليك البشارة بمدينة الناصرة في 22 تشرين الثاني 2009، بعد موافقة البابا بندكتس السادس عشر على أنها عاشت "الفضائل المسيحية" وهي المحبة والإيمان والرجاء خلال حياتها الأرضية. أعلنها البابا فرنسيس قديسّة في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان في 17 أيار 2015.