موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الأحد، ١٩ مارس / آذار ٢٠٢٣
رعيّة اللاتين في الجبيهة تعقد المحاضرة الكتابية الثالثة حول إنجيل القديس لوقا

الأخت سيسيل حجازين :

 

أحيت الأخوية المريميّة في رعيّة القديس بولس الرسول في الجبيهة رياضة درب الصليب والتي ترأسها كاهن الرعيّة الأب سامر مدانات، في الجمعة الثالثة من مسيرة الصوم المقدّس. وبعد الصلاة، توجه الجميع إلى قاعة الكنيسة للاستماع إلى المحاضرة الكتابية التي ألقاها الاستاذ رائد خوري، المحاضر في المركز اليسوعي، حول إنجيل القديس لوقا.

 

واستعرض المحاضر المخطط العام للإنجيل الثالث، رابطًا بين المخطط والفكر اللاهوتي للقديس لوقا. كما تطرّق إلى الاسئلة التكوينية، من متى، أين ولماذا، مبينًا أنّ القديس لوقا، وهو من خلفية أممية وثنية، آمن بالمسيح، وقد توجّه في إنجيله إلى الوثنيين ليشرح لهم تاريخ المسيحيّة لعلهم بتلك المعرفة يخلصون بنعمة الفداء على الصليب. هذا وقد كتب لوقا انجيله حوالي 85م على الاغلب في كورنثوس.

 

ويدور إنجيل القديس لوقا حول سر الفداء، فالسيد المسيح هو الكاهن وهو الحمل الذبيح، الذي قدّم ذاته طوعًا من أجل خلاص العالم. وبحسب القديس لوقا، لكي يتمتع الانسان بنعمة الفداء، وجب عليه أن ينال الروح القدس. فبالمعموديّة ينال المعمد الروح القدس. وبنعمة الروح القدس وحياة الصلاة، تنفتح آفاق المؤمن الروحيّة، وتتفجر في داخله أنهار مياه الله العذبة، وأمام هذا الحب لا يسع المؤمن إلا إطلاق أنغام وكلمات التسبيح، التي تنطق بعظمة رحمة الله ومحبته. إلا أن عبارات التسبيح والصلاة وحدها لا تكفي، إذ لا بد لهذه الصلاة أن تترجم على أرض الواقع بأعمال المحبة التي تتمثّل في أن نسقي العطشان، ونكسي العريان، ونطعم الفقير، ونتحنن على الخاطئ ليعود إلى حضن الكنيسة كما عاد الابن الضال. فبمحبة الله ومحبة القريب ينال الإنسان الحياة الأبديّة.

 

وفي القسم الثاني من المحاضرة، تمّ التطرّق إلى مثل السامري الرحيم. ومن خلال هذا المثل، تم الإشارة إلى دور الكنيسة. فالكنيسة هي كفندق على الطريق يأتي إليها كل متعب لكي يجد راحته. فلا راحة إلا بالمسيح داخل الكنيسة. وفي هذه الكنيسة تضمد جراحاتنا بالخمر (الافخارستيا) والزيت (مسحة الأسرار المقدسة). فدور الكنيسة يتمثل في رعاية أبنائها روحيًا وماديًا. بالتالي، فإنّ أعضاء الكنيسة مدعوين لأن يكونوا كالسامري الرحيم، كلا في مكانه، ليكونوا هم كعلامة نور، تعكس رحمة المسيح لكل من ضُرب وتكسرت به السبل على طريق هذه الحياة.

 

وبعد المحاضرة قام المشاركون بالاستفسار والمشاركة بالحوار، الأمر الذي أغنى هذا اللقاء.