في خضمّ الدمار الذي يعصف بقطاع غزة، حيث تحوّلت الكنائس إلى ملاجئ للخائفين والجياع، برزت رعيّة العائلة المقدّسة الكاثوليكيّة كرمزٍ للصمود والرحمة. ففي 15 تشرين الأول، سيُكرّم كهنة وراهبات هذه الرعيّة في روما، بمنحهم جائزة "أكيلي سيلفستريني الدولية للحوار والسلام" – تكريمًا يتجاوز الحدود والسياسة، ليبلغ القلب الأخلاقي لأرضٍ مدمّرة.

تأسسّت الجائزة عام 2022 لتخليد إرث الكاردينال الراحل أكيلي سيلفستريني، وتُمنح لأولئك الذين يجسّدون روح الحوار والمصالحة والأخوّة الإنسانيّة. وجاء في بيان منح الجائزة: "في مدينة يُحاصرها الجوع والدمار، يخدم كهنة وراهبات الرعيّة مئات النازحين والمعوزين –ولا سيّما النساء والأطفال– فيقدّمون شهادة استثنائية على روح التضامن والسلام".

وبما أنّ كهنة الرعيّة لا يستطيعون مغادرة غزّة، فسيتسلّم الجائزة نيابةً عنهم الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.

ستُقام المراسم في مسرح كلية فيلا نازاريث الجامعية في روما، بمشاركة شخصيات كنسيّة ومدنيّة، من بينهم الكاردينال بيترو بارولين، أمين سرّ دولة الفاتيكان. كما سيحضر الحفل مجموعة من الشباب الفلسطينيين من غزة الذين تستضيفهم حاليًا جماعة سانت إيجيديو. وسيُختتم المساء بعرضٍ موسيقي للمؤلف نيكولا بيوفاني، الذي سيؤدي قطعة موسيقية كتبها خصيصًا تكريمًا لشهادة الرعيّة.

وقال الكاردينال إدواردو مينيكيلي، رئيس الجمعية التي تمنح الجائزة الدولية، إنّ هذا التكريم ليس مجرد بادرة رمزية، بل هو نداء نبوي يسلّط الضوء على أنّه، رغم لا إنسانية الحرب الطويلة، ما زالت هناك أماكن يتنفّس فيها الرحمة وتُحيا فيها الإنسانية.