موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٢
راهبة في جنوب السودان: بوادر سلام ملموسة مع عيد الميلاد

وكالة آكي الإيطالية للأنباء :

 

قالت راهبة إيطالية مرسلة تعمل في جنوب السودان، إن البلاد تسعى إلى السير على الدرب المؤدية إلى السلام والاستقرار وسط كثير من المشقات.

 

وإزاء استمرار التوترات وأعمال العنف أجرى موقع (فاتيكان نيوز) الإلكتروني مقابلة مع الراهبة إيلينا بالاتي، من المرسلات الكومبونيات، ومنسقة مكتب التنمية البشرية المتكاملة التابع لهيئة كاريتاس في أبرشية مالاكال، وهي ملتزمة منذ سنوات طويلة في الدفاع عن حقوق الإنسان وتعمل في مجال العدالة والسلام مع أشخاص آخرين.

 

وسلطت الأخت بالاتي الضوء على أبرز التحديات التي تواجه الحوار في البلد الأفريقي، متحدثة عن بصيص أمل يحمل على التفاؤل حيال تحقيق المصالحة في البلاد. وقالت إن معظم السكان يعلقون الآمال على اتفاقية السلام الموقعة عام 2018، وهم يريدون أن يلمسوا هذا السلام لمس اليد، لكنها لم تُخف وجود صعوبات كبيرة تعترض درب السلام، مع أن منطقة مالاكال شهدت تراجعا في حدة التوتر وتراشق الاتهامات بين الأطراف المتنازعة، وهو أمر يبعث على الأمل.

 

وأشارت المرسلة الكومبونية إلى أن رئيس البلاد أعلن مؤخرًا أن عام 2022 سيكون عام الحقيقة، مذكرة بأن أحد بنود اتفاق العام 2018 يقضي بإنشاء لجنة لتقصي الحقائق من أجل تضميد جراح الماضي التي أحدثتها الحرب في المجتمع المدني. وتوقفت عند الأزمة الاقتصادية التي تشهدها البلاد، لافتة إلى أنها تشكل بحد ذاتها عاملا لزعزعة الاستقرار، وثمة خطر تجدد الصراعات على المستويين المحلي والوطني، بيد أن فرص السلام ما تزال حاضرة وواقعية.

 

في سياق حديثها عن الحوار، قالت الأخت بالاتي إن الحوار هو قبل كل شيء عبارة عن الإصغاء والتأمل، موضحة أنها تسعى إلى تعزيزه من خلال دورات دراسية وزيارات ميدانية في الأبرشية، التي عانت أكثر من سواها بسبب الصراع المسلح. ولفتت إلى أن الحوار يكون صعبا في غالب الأحيان مع الأشخاص الذين عانوا من الحرب، وتألموا وفقدوا أحباءهم وأملاكهم. وأكدت الراهبة الإيطالية في ختام حديثها لموقع "فاتيكان نيوز" أن الحوار يتطلب النظر إلى الآخرين لا كأعداء بل كأخوة وأخوات، لأنهم هم أيضا ضحايا مثلنا، كما لا بد أن نُبقي الباب مفتوحاً تجاه الآخرين، كما يفعل الله معنا.