موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
على الرغم من الدمار والخراب الذي تعرّضت له، فإنّ غزة "هي موطن" الفلسطينيين الذين "وُلدوا وعاشوا فيها لأجيال.. ويريدون البقاء في هذه الأرض لإعادة بناء حياتهم. ولا يمكننا مخالفة هذا". هذا ما شدّد عليه أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدوليّة، المطران بول ريتشارد غالاغر، في مقابلة أجرتها معه مجلة "أمريكا" اليسوعيّة في الولايات المتحدة الأمريكية.
وردًا على سؤال حول اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بإعادة توطين فلسطينيي قطاع غزة في مناطق أخرى، قال رئيس الأساقفة غالاغر: "لقد حافظ الكرسي الرسولي دائمًا على موقفه فيما يتعلق بالتهجير القسري. ونحن لا نعتقد أن هذا هو الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه لحلّ أي شكل من أشكال المشاكل، سواء كانت حربًا أو صراعًا أو أي شيء آخر".
ولفت إلى أنّ "الكثير من الفلسطينيين وأسلافهم كانوا قد أُجبروا من قبل على ترك ممتلكاتهم في مناطق أخرى من الأرض المقدّسة". وشدّد على أنه "ليس من الصواب أن نقول بأنهم يشكلون مشكلة، فهم بشر، ويجب أن يعاملوا على هذا الأساس وذلك في احترام لهم ولكرامتهم كبشر وبدون أن ننسى أبدًا المعاناة الكبيرة التي تعرضوا لها والتي يعيشونها يومًا بعد يوم".
وأمام مقترح الرئيس الأمريكي، قال رئيس الأساقفة أنه أمام مثل هذا الاقتراح لا توجد كلمات.
حلّ الدولتين
وجدّد التأكيد على موقف الكرسي الرسولي المؤيد لحلّ الدولتين.
وقال: إنّ الكرسي الرسولي، ومنذ فترة طويلة، وحتى قبل هذا النزاع الأخير الرهيب، في أعقاب الأحداث الفظيعة التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، يدعم هذا المبدأ داخل المجتمع الدولي، وهو ما يواصل القيام به حتى حين كانت أطراف كثيرة تستبعد هذا الحل.
وأشار أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدوليّة إلى أن "من الواضح تمامًا اليوم أنّ التحقيق المحتمل لهذا الحلّ قد أصبح موضع تساؤل، لأنّ الوضع في الضفة الغربيّة خطير للغاية". وأضاف: "في حال ضمت إسرائيل لأراضٍ من الضفة الغربيّة فسيكون من الصعب جدًا تخيّل أن يكون هناك أمل في المستقبل القريب في تحقيق حل الدولتين".
وأكد أنّ الكرسي الرسولي يواصل دعم "وقف شامل لإطلاق النار.. والإفراج عن جميع الرهائن.. وحماية المدنيين، والاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي.. وإعادة إعمار غزة.. واستقرار الوضع في الضفة الغربية، واحترام الشعب الفلسطيني".
وأضاف "وبعد ذلك، نمضي قدمًا نحو حلّ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني". لكنّه قال "إنّنا نعتقد أنّ حلّ القضيّة الفلسطينيّة يرتبط بالكثير من مشاكل الشرق الأوسط"، وأشار في هذا السياق إلى سورية أو لبنان أو في أي مكان آخر في المنطقة.
وعند سؤاله عن انتقادات بعض القادة الإسرائيليين واليهود لاهتمام البابا فرنسيس بالقضية الإسرائيليّة الفلسطينيّة ومكالماته الهاتفيّة مع رعيّة العائلة المقدسة للاتين في غزة، ذكّر أنّ البابا يسعى دائمًا "للتواصل مع كلا الطرفين في هذا النزاع الرهيب".
وقال رئيس الأساقفة غالاغر: صحيح أنّ البابا يحاول الاتصال كل مساء برعيّة غزة للتحدّث مع الكهنة، وللتعرّف على أوضاع من يعيشون هناك. إلا أنه استقبل أيضًا العديد من عائلات الرهائن. وذكّر أمين السر أيضًا بأنّ البابا فرنسيس قد وجّه رسالة إلى الأخوة والأخوات في إسرائيل وأيضًا إلى مسيحيي الشرق الأوسط، وهو بذلك يسعى إلى أن يكون راعيًا للجميع.