موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٢١ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
رئيس أساقفة تونس يتحدث عن موجة الاحتجاجات ويقول إن الربيع العربي لم يبدأ بعد
في وقت تشهد فيه تونس موجة من التظاهرات الشبابية أعادت إلى الأذهان بداية ما عُرف بالربيع العربي، أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنتونياتسي الذي سلط الضوء على أن الشبان هم مستقبل البلاد، ويبدو أنهم فقدوا اليوم كل أمل، متطرقًا أيضًا إلى الدور الذي تلعبه الكنيسة وسط المجتمع والذي يحظى بتقدير كبير.
رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنتونياتسي

رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنتونياتسي

فاتيكان نيوز :

 

في سياق حديثه عن التظاهرات التي عمت مختلف المناطق التونسية، ولم تخلُ من حملات اعتقالات طاولت مئات المتظاهرين الذين نزلوا إلى الشارع للتنديد بالأوضاع الاقتصادية المتأزمة وبآفة الجوع التي هي أسوأ من جائحة كوفيد 19، قال رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنتونياتسي إنّ الاحتجاجات بدأت في الذكرى السنوية العاشرة لبداية ما عُرف بالربيع العربي، لافتًا إلى أن هذا الربيع تبين أنه خريفٌ بالنسبة للشباب التونسيين. وقد جرت التظهرات على الرغم من منع التجول ليلاً والإجراءات المتخذة للتصدي لجائحة كوفيد، وتحدثت مصارد مطلعة عن وجود نسبة كبيرة من القاصرين بين الموقوفين.

 

وأوضح رئيس الأساقفة أنتونياتسي أن الشبان فقدوا الأمل على ما يبدو، مضيفًا أن آفة الفقر التي يعاني منها التونسيون تفاقمت بسبب تبعات الجائحة وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية. فجاءت الأزمة الصحية لتزيد من حدة التوتر في البلد العربي حيث بلغت نسبة البطالة خمسة وثلاثين بالمائة، كما أن مواطناً تونسياً واحداً من أصل خمسة يعيش اليوم دون عتبة الفقر، فيما وصلت عائدات القطاع السياحي إلى أدنى مستوياتها. وهذه الأوضاع المأساوية تدفع بالعديد من الشبان إلى ترك بلدهم، وبينهم كثيرون طلبوا اللجوء إلى إيطاليا بحسب مصادر وزارة الداخلية الإيطالية.

 

وقال: إنّ ما عُرف بالربيع العربي ولّد خيبة أمل كبيرة وسط الشبان التونسيين الذين كانوا ينتظرون ولادة مجتمع أفضل، كما كانوا يتوقعون أن يلعبوا دورا في الحياة السياسية وأن يحصلوا على فرص للعمل. ولم يتحقق أي شيء من هذه التوقعات، وجاءت اليوم جائحة كوفيد 19 لتتسبب بمزيد من الفقر والجوع. ولفت إلى أن بعض المتظاهرين هتفوا قائلين إنهم يفضلون الموت بفيروس كورونا على الموت جوعا. وهذا ما يدل على حالة اليأس والإحباط التي يعيشون فيها، إذ فقدوا الأمل في المستقبل وهذا أمر محزن جدًا –قال سيادته– لأن نسبة الشباب كبيرةٌ في تونس، معربًا عن قناعته بأن الربيع العربي الحقيقي لم يبدأ بعد.

 

ثم تحدث رئيس أساقفة تونس عن اللقاح ضد فيروس كورونا، وقال: إنّ التونسيين لا يعرفون ما إذا سيصل هذا اللقاح ومتى. وثمة الكثير من الشائعات والأقاويل بهذا الشأن. وسطر بعدها أهمية أن تحظى البلاد بمساعدة الجماعة الدولية في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها، خصوصا وأن لتونس دورًا مؤثرًا ورياديًا في منطقة المغرب العربي، لأنه عندما يكون الوضع سيئاً في تونس تهتز المنطقة كلها. وهناك أيضا حاجة إلى ولادة جديدة، إلى يقظة ضمير لدى الشعب التونسي ولدى الشبان بصورة خاصة لأن المستقبل هو بيدهم. كما لا بد أن يلتفت المجتمع الدولي نحو تونس والشباب التونسييين.

 

وفي رد على سؤال بشأن الدور الذي تلعبه الكنيسة وسط هذه الأوضاع الحرجة، قال رئيس الأساقفة إيلاريو أنتونياتسي: إنّ الكنيسة هي جزء لا يتجزأ من المجتمع وأشار إلى أن الكنيسة تسعى قبل كل شيء إلى إعطاء الأمل للشبيبة، وهذا ما تفعله في المدارس ومن خلال الاجتماعات واللقاءات. وأوضح سيادته في ختام حديثه إلى موقع فاتيكان نيوز أن المجتمع التونسي بات يثمّن الدور الذي تلعبه الكنيسة، والتي يرى فيها كثيرون منارة تضيء الدرب الواجب سلوكها.