موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
روح وحياة
نشر الثلاثاء، ٢٦ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
خواطر في عيد الميلاد المجيد

أشخين ديمرجيان :

 

زمن الميلاد المجيد فرصة ذهبية للتقوى والإحسان. والحق أن المؤمنين خصوصًا في الغرب يؤمّون الكنائس، ويتصالحون ويُحسنون، ولا يدعون زينة الدنيا والحفلات الخارجية تغريهم. فالعيد اسمه على جسمه في الإنكليزية "هوليداي" أي "يوم مقدّس". ولهذا يتمّ تعطيل المدارس والأشغال... أمّا المادّيّون فلا يهتمّون بالروحانيّات، وتقوم الحكومات الملحدة بمحاربة الدين المسيحي ورموزه مع أن الشعوب مسيحيّة.

 

والكنيسة لا تطلب من المؤمنين إلاّ الإيمان والتقوى والتوبة والمصالحة، والانحراف لا يأتي من الكنيسة، بل من تصرّفات بشر معظمهم غير مؤمنين أو ذوو إيمان سطحي. لذا، لا يجوز التذرّع بتلك التجاوزات لنبذ العيد ودروسه الروحانية التي لا تقع تحت حصر، وكلّ الخير والمعروف الذي يتمّ فيه. فالتشاؤم وتعميم التجاوزات موقف لا اتّزان فيه ولا عدالة. "ومن أنتَ لتدين القريب؟" صرخ القدّيس بولس .

 

ومن أهمّ أركان الإيمان القويم التفاؤل والرجاء، وإلاّ كان الإيمان سطحيًا هشًا يتقلّب مع كلّ أزمة وحدث: "وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضًا في الضيقات، عالمين أنّ الضيق يُنشئ صبرًا، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزي، لأن محبّة الله قد انسكبت في قلوبنا بروح القدس المُعطى لنا" (رومية 5: 3-5). "فرحين في الرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة" (عن رومية 12: 12).

 

إنّ فداحة المآسي التي يعاني منها الشعب الفلسطيني خاصة والعالم العربي عامة تفوق الوصف، بسبب سياسة الظلم والتحيّز، وازدواجيّة المعايير في تعامل بعض الدول مع الشعوب، بخلاف ما ينادي به السيّد المسيح في الكتاب المقدّس: "تعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم" (يوحنّا 8: 32). ليت عظة السيّد المسيح على الجبل تُطبّق بحذافيرها، ومفادها أنّ السعادة الحقيقية هي بتحقيق العدل وتطبيق الوداعة والتواضع، بحيث يحمل البشر نير الله اللطيف وحمله الخفيف، وكما نقول باللغة العربية متفائلين، مع المخاوف الجسيمة: "إن شاء الله خير".  يا رب أنر البصيرة وافتح العيون للرحمة والعدل والسلام!

 

صبية صوتها ملائكي استعانت بأغنية عيد الميلاد الشهيرة  jingle bellsوغيّرت الكلمات واستهلّت أغنيتها بـ jingle bombsرنين القنابل بدل رنين الأجراس... وهذا لا يجوز وشتّان ما بين رنين الأجراس وانفجار القنابل الذي يؤثر على السمع ويسّبب فقدان السمع. كما أنّ الايقاع الموسيقي لأغنية jingle bells المليء بالفرحة غير مناسب أيضًا. والأجدى اختيار لحن آخر مميّز بايقاع مناسب للكلمات.

 

 

خاتمة

 

أعاد الله العيد بكلّ أفراحه وبتعزية الحزانى فيه، والعودة إلى الله بتوبة نصوح، مثل عودة الابن الضالّ إلى حضن العناية الإلهية. واللجوء إلى شفاعة السيّدة العذراء "أمّ المسيح وأمّنا" وهي البتول الوالدة والأمة السيّدة. ميلاد مجيد وعام سعيد لجميع المحتفلين بالعيد حسب التقويم الغربي.  ولتكن الحياة في العام الجديد أفضل وأجمل بأعمال الرحمة النبيلة وإسداء المعروف والرجاء الصادق لكلّ واحد منّا إن شاء الله...

 

وليكن ميلاد المسيح نهاية لكلّ الأحزان وبداية لميلاد الفرح والسلام والخير والبركة للبشر أجمعين... ويسرّني أن أكرّر التحيّة الميلاديّة الأرمنيّة المميّزة: "وُلِد المسيح وظهر"، والجواب: "لكم ولنا بشرى عظيمة". وكلّ عام وأنتم بخير!