موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
في أجواء من الحماس والفرح، تمّ في كاتدرائيّة قيامة السيّد المسيح في تيرانا، السبت 29 آذار 2025، تنصيب رئيس أساقفة تيرانا ودوريس وسائر ألبانيا للكنيسة الأرثوذكسية المتروبوليت يوانس، المنتخب حديثًا لقيادة الكنيسة الأرثوذكسيّة المستلقة في ألبانيا، خلفًا للمتروبوليت الراحل أناستاسيوس.
ومثّلت هذه اللحظة التاريخيّة حقبة جديدة للكنيسة الأرثوذكسية المستقلة في ألبانيا، بعد انتقال رئيس الأساقفة أناستاسيوس إلى ديار النور، في 25 كانون الثاني الماضي، بعدما أعاد بناء الكنيسة لأكثر من ثلاثين عامًا بعد الإلحاد واضطهاد الدولة في ألبانيا.
وشارك في التنصيب ممثلون عن جميع الكنائس الأرثوذكسيّة، وبعثات دبلوماسيّة، وقادة الأديان، وشخصيات حكوميّة وحشد كبير من المؤمنين. كما شارك في الاحتفال وفد من الكرسي الرسولي ترأسه المطران فلافيو باتشي، أمين سر دائرة تعزيز وحدة المسيحيين بالفاتيكان.
ووجّه البابا فرنسيس رسالة إلى المتروبوليت يوأنس، شدّد فيها على ضرورة إبراز الشركة، والعمل بتعاون أكبر لإعلان الإنجيل وخدمة المعوزين، وتعزيز حوار المحبة والحقيقة، مؤكدًا قربه الروحي وصلاته كي يهبه الله الآب، ينبوع كل خير، عطايا الروح القدس الوفيرة في قيادته للجماعة الموكلة إليه.
وتوقف البابا بعد ذلك عند كون المتروبوليت يوأنس قد انتُخب ليخلف المتروبوليت أناستاسيوس الذي تركت شهادته للحياة المسيحيّة وغيرته الرسولية أثرًا عميقًا ودائمًا في ألبانيا. وأراد قداسته في هذا السياق تذكُّر تفاني المتروبوليت أناستاسيوس في العمل من أجل التعايش السلمي بين أبناء وبنات الكنائس والتقاليد الدينية المتعددة، وإسهامه في تعزيز العلاقات بين كنيستينا، كتب البابا.
وأعرب البابا للمتروبوليت يوأنس عن ثقته في أنه، وعلى خطى سلفه، سيواصل تقوية الحوار كوسيلة لتجاوز الانقسامات وتعزيز السعي إلى الشركة الكاملة بين تلاميذ المسيح جميعا. وتابع قداسته أن في هذه الأزمنة الصعبة التي تطبعها الحروب والعنف هناك حاجة أكثر إلحاحًا إلى أن يقدم المسيحيون شهادة تتمتع بمصداقية للوحدة حتى يعانق العالم رسالة التضامن الأخوي والسلام الإنجيلية.
كما وتحدّث البابا فرنسيس عمّا علينا من مسؤولية للسير معًا لإبراز الشركة الحقيقية بشكل أكثر وضوحًا، الشركة التي وإن لم تكن كاملة بعد إلا أنها توحدنا بالفعل. وأعرب عن الرجاء في تطور أكبر تحت رعايته الأبوية للعلاقات بين الكنيسة في ألبانيا والكنيسة الكاثوليكية من خلال البحث عن أشكال تعاون مثمرة بشكل أكبر في إعلان الإنجيل وخدمة مَن هم أكثر عوزًا وتجديد التزامنا من أجل حل القضايا التي لا تزال تفصل بيننا، وذلك من خلال حوار المحبة والحقيقة.