موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ٢٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
تحذيرات البابا المتكرّرة من مخاطر الأسلحة النوورية على حياة الأشخاص وكوكب الأرض

فاتيكان نيوز :

 

صادف يوم 26 أيلول، اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.

 

عديدة هي النداءات التي أطلقها البابا فرنسيس على مرّ السنوات الماضية مطالبًا بوضع حد لسباق التسلح النووي، وقد وصف استخدام هذا النوع من السلاح وحيازته بالتصرف اللاأخلاقي. ومما لا شك فيه أن نداءات البابا تكتسب أهمية أكبر خصوصًا إزاء الحرب الدائرة في أوكرانيا.

 

فمع اندلاع الحرب في أوكرانيا عادت مسألة استخدام السلاح النووي إلى الواجهة، وباتت تلعب اليوم دورًا رئيسًا على الساحة الجيوسياسية العالمية. إنّ الدرب التي يمكن أن تُسلك قد تقود البشرية برمتها إلى الدمار الذاتي. وفي هذا السياق يندرج اليوم الدولي للإزالة الكاملة للأسلحة النووية.

 

في العام 2022 باتت مسألة إزالة الأسلحة النووية ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى. منذ أيام قليلة صادف مرور سبعة أشهر على اندلاع الحرب في أوكرانيا. وبات يسيطر هاجس استخدام السلاح النووي، الذي يهدد بالقضاء على الجنس البشري، في حال وقوع حرب ذرية شاملة. وهذا ما حذّر منه البابا فرنسيس مخاطبًا المؤمنين في مقابلة الأربعاء العامة، يوم 16 آذار 2022، إزاء التهديد باللجوء إلى السلاح النووي، بعد اندلاع الحرب الأوكرانية.

 

بعد ثلاثة أشهر، وبالتحديد في 21 حزيران 2022، أطلق البابا مجددًا هذا النداء في رسالة بعث بها إلى السفير ألكسندر كمنت، رئيس الاجتماع الأول للبلدان الأعضاء في معاهدة منع الانتشار النووي، الذي التأم في فينا، حيث طالب قداسته بإسكات جميع الأسلحة وإزالة الأسباب الكامنة وراء الصراعات المسلحة من خلال اللجوء المثابر إلى التفاوض.

 

وأكد البابا فرنسيس أن من يخوضون الحروب ينسون البشرية، لافتًا إلى أن السلام، ولكي يكون فعلاً عادلا ودائما، لا بد أن يكون سلاماً كونيا. وأضاف أنه لا يمكن أن نعتبر أن أمن وسلام البعض قد يكون منفصلا عن أمن وسلام الآخرين. وقال إن السعي إلى ضمان الاستقرار من خلال شعور مزيف بالأمن وعن طريق توازن الرعب، تحركه ذهنية الخوف والريبة، يؤدي في نهاية المطاف إلى تسميم العلاقات بين الشعوب ويعيق كل شكل من أشكال الحوار الواقعي.

 

ويتذكّر كثيرون أن البابا تحدث في أكثر من مناسبة عن الحرب الثالثة المجزّأة التي نعيشها اليوم، مع ما يترتب عليها من مخاطر على حياة الأشخاص وكوكب الأرض. وذكّر فرنسيس بأن سلفه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني شكر الله لأنه حمى العالم من الحرب الذرية. واعتبر البابا برغوليو أنه يتعين علينا أن نتابع الصلاة على هذه النية لأن هذا الخطر ما يزال قائماً اليوم. وشدد أيضًا على ضرورة أن توجَّه الانجازات العلمية في قرننا هذا من قبل متطلبات الأخوّة والعدالة والسلام، وأن تساهم في إيجاد حلول للتحديات الكبيرة التي تواجهها البشرية والبيئة.