موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣١ يوليو / تموز ٢٠٢١
بيت عنيا: رحلة حج نحو بيت أصدقاء يسوع

حراسة الأراضي المقدسة :

 

يوم الخميس 29 تموز، قامت مجموعة من الرهبان الفرنسيسكان من حراسة الأرض المقدسة برحلة حج تقليدية إلى كنيسة بيت عنيا الفرنسيسكانية، المبنية فوق مخلفات المنزل الذي التقى فيه يسوع بأصدقائه لعازر ومارثا ومريم. وأعقب ذلك زيارة إلى أماكن الصعود وكنيسة أبانا، التي تضم اليوم دير الكرمليات. ترأس القداس المهيب الأب مارتشيلو آرييل تشيتشينيللي، حارس دير المخلص في القدس.

 

وفي تعليقه على الإنجيل، لفت رئيس المزار،الأب ميشيل سرقواه، انتباه المصلين أولاً إلى القراءة الأولى التي توضح علاقة الإنسان بالله. "لا يمكننا إهمال الله" قال الأخ ميشيل للمؤمنين، "من واجبنا أن نعترف بالله، وأن نحترمه، وأن ندخل في علاقة معه من خلال الصلاة، وأن ننظر إليه على أنه من يحاورنا، قبل أن نقوم بأعمالنا وبعد أن ننجزها".

 

وواصل الأب ميشيل من ثم عظته بالتركيز على المقطع الإنجيليلهذا اليوم (يو11 ، 19-27)، قائلاً: "إن هذه القصة، الغائبة عن نصوص الأناجيل الإزائية، إنما يتم تسليط الضوء عليها بطريقة خاصة من قبل الإنجيلي يوحنا الذي جعلها علامة لعيد الفصح. وتمثل هذه المعجزة السابعة، في إنجيل يوحنا، تتويجًا لعمل يسوع، الذي بعودتهإلى القدس، إنما شرع بالسير فيالطريق نحو الموت. يعرّض يسوع حياته للخطر من أجل صديق، ولكن بإحيائه، يتنبأ ويؤكد على قيامته هو نفسه من بين الأموات في المستقبل".

 

في الختام، تحدث الأب ميشيل عن الصداقة مع يسوع "الصديق الحقيقي"، وهي علاقة يجب إعادة اكتشافها في هذا المكان بالذات. وأردف قائلاً: "اليوم يخبرنا يسوع أننا لسنا أمواتًا.ورغم أننا من المحكوم عليهم بالموت، إلا أن هناك شيئًا ما في داخلنا لا يزال على قيد الحياة. كل أعضائنا، حتى تلك التي نحبهابصورة أقل، يجب أن تكون محبوبة: يسوع، في الواقع، لا يحب القبر، بل إنه يحب لعازر. يُظهر لنا يسوع أنه يحب أيضًا باطنيتنا وفقرنا".

 

قبل البركة الأخيرة، ألقى الأب مارتشيلو كلمة أكد فيها على أهمية رحل الحج. وأردف قائلاً: "تخبرنا السجلات التاريخية والتراخيص الرسمية الصادرة عن السلطات المحلية كيف كان يتوجه في الماضي حارسدير المخلص برفقة العديد من الرهبان، في حج إلى أماكن مختلفة، عندما لم يتمكن الحجاج من الوصول إلى الأرض المقدسة. وأنه لم تكن هناك بعد الأماكن المقدسة التي يمكننا الإعجاب بها اليوم". ووفقًا للأب مارتشيلو، فقد اعتاد الرهبان الذهاب إلى كل تلك الأماكن المسيحية التي حلت محلها المساجد، أو حيث كانوايسهرون بغيرة شديدة على حراسةالمخلفات الأثرية القليلة التي تشهد على الحج إلى الأماكن التي تحدثنا عن الرب. وتابع قائلاً: "اليوم، نحن مدعوون لفعل الشيء نفسه، أي الحفاظ على ذاكرة الحج والحفاظ على ذاكرة الحجاج، من خلال اصطحاب جميع الأشخاص الذين تأثرت حياتهم بهذه الأماكن وإلى حيثيودون العودة عما قريب".

 

بعد الاحتفال، توجه الرهبان والمؤمنون إلى قبر لعازر لزيارة وقراءة الإنجيل (يو11 ، 1-45). ولاستكمال الرحلة التقليدية، توجهوا بعد ذلك إلى موقع الصعود، الذي كان بالإمكان في الماضي الوصول إليه سيرًا على الأقدام، وقد أضحى اليوم مغلقاً بالجدار الفاصل بين إسرائيل وفلسطين. أعقب قراءة المقطع المأخوذ من إنجيل الصعود (مر 16، 15-20) ترديد ترنيمة الشكر والتسبيح (Te Deum). وفي الختام، كما يحدث أثناء رحلات الحج التي تقام خلال الصوم الأربعيني، توجه الجميعنحو كنيسة "أبانا" المجاورة حيث تمت قراءة إنجيل متى (6 ، 5-13).