موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
أكد الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، في رسالته الميلادية لعام 2025، أنّ الاحتفال بعيد الميلاد المجيد هذا العام يتم بشكل طبيعي قدر المستطاع في مختلف المدن، ولا سيّما في مدينة بيت لحم، مشيرًا إلى جمال رؤية الشجرة ومغارة الميلاد في جميع الرعايا والمجتمعات، وكل مظاهر الاحتفال المعتادة، التي تجلب الفرح للجميع.
وأشار إلى أنّ التحديات والمشاكل، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو روحية، لا تزال قائمة، لكنه شدّد على أهميّة السماح لأنفسنا بهذه الاستراحة من كل الألم والعيش بفرح الميلاد، لا سيّما مع الأطفال والعائلات والفقراء، وتقاسم هذا الفرح مع الآخرين.
وقال غبطته: لقد كان عامًا صعبًا جدًا علينا، ومن المرجّح أن يكون العام القادم أيضًا مليئًا بالتحديات. لكن، كما في الماضي وكما في المستقبل، نؤكد لكم أننا سنبقى حاضرين بينكم، وسنواصل دعم مجتمعنا، وسنبقى، كعائلة واحدة، نور يسوع المسيح في المجتمع.
وأشار إلى أنّ الكنيسة ستواصل تقديم العزاء والراحة والدعم والتضامن حيثما دعت الحاجة. وشدّد على ضرورة أن تكون صوتًا للحق، ومطالبة بالعدالة، واحترام حقوق الإنسان وكرامة الجميع، مؤكدًا أنّ هذا في جوهره ما يحتفل به في عيد الميلاد المجيد، من خلال التجسّد الذي يلتقي دائمًا بواقع حياتنا ويؤثر فيه على الصعيدين الشخصي والمجتمعي.
ولفت البطريرك بيتسابالا إلى أنّ عيد الميلاد يذكر الجميع بأمر مهم، خاصة في هذه الفترة التي يسود فيها العنف والكراهية، مشيرًا إلى أن العنف والقوة والكراهية أصبحت السمات السائدة، حيث يعتقد البعض أنه إذا لم تكن قويًا أو لم ترفع صوتك فلن يتم أخذك بعين الاعتبار.
وأضاف بطريرك القدس للاتين أنّ رسالة عيد الميلاد تختلف تمامًا، لانّها تذكّرنا بطريقة المسيح، إذ يدخل الله في تاريخنا وظلماتنا كطفل مولود حديثًا، في أقصى درجات الهشاشة التي نعرفها، معلمًا الجميع طريقة العيش المسيحي، خاصة في هذا الواقع الذي نعيشه. وأوضح أنّ الله يدخل إلى تاريخنا، في تجسّد يسوع المسيح، من خلال طفلٍ ضعيف يحتاج إلى عناية الآخرين، ومع ذلك، غيّر هذا الطفل، الضعيف بحسب المقاييس البشرية، العالم وجذب الشعوب والأمم إليه.
وختم البطريرك بيتسابالا رسالته مشيرًا إلى أنّ الطفل المولود جديدًا يوقظ في قلب كل إنسان الحنان والمحبة، وهو ما يحتاجه العالم اليوم أكثر من أي وقت مضى، مضيفًا أنّ المسيحيين مدعوون ليكونوا مصدر للرعاية والحنان والمحبة دون شروط ودون حدود، مؤكدًا أنّ المحبة بلا حدود هي ما يحتاجه عالمنا اليوم.
البطريرك بيتسابالا في رسالة الميلاد 2025: المحبة بلا حدود هي ما يحتاجه عالمنا اليوم