موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
جدّد البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس إدانتهم لجميع أعمال العنف التي تستهدف المدنيين الأبرياء في الحرب المدمّرة الحاليّة، وكرّروا الدعوة لوقف فوري ومستدام لإطلاق النار، وتسريع توزيع المساعدات الإنسانيّة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، ووصول الأطقم الطبيّة من دون عوائق، وفتح مفاوضات تهدف إلى إنهاء دائرة العنف في الأرض المقدّسة.
وفي رسالتهم السنويّة المشتركة بمناسبة عيد الفصح، قال البطاركة ورؤساء كنائس القدس: "إنّ رسالة عيد الفصح المفعمة بالرجاء، لا تؤكد انتصار السيّد المسيح على الخطيئة والموت فحسب، بل تعد أيضًا بالخلاص لأولئك الذين يأتون إلى ربنا بالإيمان بقلوب تائبة. وكما كتب الرسول بولس: "لنحيا نحن أيضًا حياة جديدة كما أقيم المسيح من بين الأموات بمجد الآب. فإذا اتحدنا به فصرنا على مثاله في الموت، فسنكون على مثاله في القيامة أيضًا (روما 6: 4ب-5)".
وأضاف أصحاب الغبطة والسيادة: "إنّنا ندرك تمامًا المعاناة الشديدة التي تحيط بنا هنا في الأرض المقدّسة، وكذلك في مناطق كثيرة من العالم. وبالحديث بشكل مباشر عن ظروفنا الخاصة، فإنّنا نكرّر إدانتنا لجميع أعمال العنف في الحرب المدمّرة الحاليّة، وخاصة تلك الموجهة ضد المدنيين الأبرياء، ونكرّر دعوتنا إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار".
ودعوا إلى "سرعة توزيع المساعدات الإنسانيّة، وإطلاق سراح جميع الأسرى، والوصول دون عوائق للأطباء والأطقم الطبيّة المجهزة بالكامل لرعاية المرضى والجرحى، وفتح مفاوضات، بتيسيرٍ دولي، تهدف إلى إنهاء دائرة العنف الحاليّة وتجاوزها"، مشدّدين على أنّه "بهذه الطريقة فقط يمكن التوصل إلى حلّ شامل لسلام عادل ودائم في الأرض التي بذل فيها ربنا بحياته، وهدم جدار العداوة، من أجل تقديم الرجاء للعالم في المصالحة (أفسس 2: 14؛ كولوسي 1: 20)".
ووجّه البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس "تحيّة خاصة للمؤمنين في غزة، الذين حملوا صلبانًا ثقيلة خلال الأشهر القليلة الماضية بشكل خاص. ومن بين هؤلاء أولئك الذين لجأوا إلى كنيستي القديس بورفيريوس والعائلة المقدسة، بالإضافة إلى الموظفين والمتطوعين الشجعان في المستشفى الأهلي الذي تديره الكنيسة الأنجليكانية، إلى جانب المرضى الذين يخدمونهم".
تابعوا: "لهم ولكل من ينظر بالإيمان إلى قيامة المسيح، حتى في وسط الظلمة الحاضرة، نؤكد مع القديس بولس هذا الهتاف المفعم بالرجاء: "إني واثق بأنه لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا أصحاب رئاسة، ولا حاضر ولا مستقبل، ولا قوات، ولا علو ولا عمق، ولا خليقة أخرى، بوسعها أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا (روما 8: 38-39)".
وخلص البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس في رسالتهم الفصحيّة لهذه السنة بالقول: "بهذه الروح الواثقة، يمكننا، مهما كانت طروفنا، أن نردّد لبعضنا البعض التحيّة الفصحيّة التي ما يزال يتردّد صداها عبر العصور: المسيح قام! حقًا قام! هللويا!".