موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
إحدى الكنائس في تركيا المتضررة من زلزال 2023
قال المطران باولو بيتزيتي: «في الأشهر التي أعقبت الزلزال، عملنا جنبًا إلى جنب، محطمين الجدران القديمة للانقسام، ومظهرين أن أعمق أشكال الحوار بين الأديان، كما كان يقول البابا فرنسيس، هو حوار الحياة، لا سيما في خدمة الفقراء».
ويُقدّر المطران، الذي شغل منصب رئيس كاريتاس تركيا من عام 2019 وحتى قبل أيام قليلة، هذا التعاون بين الأديان باعتباره واحدة من أكثر التجارب ذات المعنى خلال سنواته الطويلة في البلاد. ويعرف المطران، الذي شغل منصب النائب الرسولي للاتين في الأناضول من 2015 حتى 2024، المنطقة جيدًا.
وفي مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز، شارك المطران تأملاته وآماله قبيل الرحلة الرسولية المرتقبة للبابا لاون الرابع عشر إلى تركيا، والتي ستشمل أنقرة وإسطنبول وإزنيق، المعروفة سابقًا باسم نيقية، بمناسبة الذكرى الـ1700 للمجمع المسكوني الأول.
وأشار بيتزيتي إلى أنّ «زيارة الرعيّة شخصيًا وإظهار قرب الراعي الصالح - هذا هو هدف هذه الرحلات البابوية. تركيا بلد ذو أهمية بالغة، ليس فقط بسبب تاريخها - فالمسيحية كما نعرفها وُلدت في أنطاكية على نهر العاصي، في تركيا الحديثة - ولكن أيضًا بسبب حيوية الحياة المسيحية اليوم. تركيا بمثابة مختبر، حيث يجب على الكنيسة اللاتينية أن تكون موجودة، بنشاط وتواضع».
وأضاف: «زيارة البابا لاون تمثل أيضًا فرصة مسكونية كبيرة، وستساعد ذكرى نيقية على إحياء الروح التي حفزت آباء المجمع: التعبير عن الإيمان بمصطلحات وفئات جديدة، والسعي لما يوحّد، كما دعا البابا القديس يوحنا الثالث والعشرون. وهذه مهمة يجب أن نبدأها دائمًا من جديد».
وحول المشهد الديني عند وصول البابا لاون إلى البلاد، قال المطران: «تركيا فسيفسائية. هناك الإسلام السياسي، الإسلام التقليدي، التيار الصوفي، الحركة العلوية، واللاأدرية أو نوع من الإيمانية الطبيعية بالنسبة للكثيرين - ثم، بالطبع، أقلية مسيحية مهمة».
وأشار إلى أنّ «النشاطات الرعوية الكاثوليكية تواجه قيودًا شديدة بسبب القوانين والعادات التي تصعّب بناء الكنائس الصغيرة، أو مراكز شبابية، أو أماكن ثقافية». وأضاف: «كل شيء يحدث ضمن عدد قليل من الأبرشيات، التي أُنشئت قبل قرن من الزمن بموجب معاهدة لوزان».
في 6 شباط 2023، ضرب زلزال بلغت شدته 7.8 على مقياس ريختر المناطق الحدودية بين سوريا وتركيا، مخلفًا أكثر من 50,000 قتيل، بحسب التقارير. وقال المطران باولو إنّ «العدد الحقيقي للضحايا كان أعلى بكثير، وتم نزوح مئات الآلاف»، مشيرًا إلى أنّ هذه المأساة «كشفت ضعفنا الإنساني، وما زالت آثارها تثقل كاهل أفقر المجتمعات».
وحول استجابة كاريتاس تركيا، أضاف: «كان الأمر بمثابة محنة أجبرتنا على النمو بسرعة - ليس بدون صعوبات وأخطاء. لكننا كنا سعداء جدًا بأن نقدّم مساهمتنا، وأن نتعاون مع منظمات الإغاثة المحلية والوطنية، وأن يتم استدعاؤنا وشكرنا رسميًا في أنقرة». وأوضح: «لقد تمّ الاعتراف بنا، وهو أمر لم يحدث من قبل، كمنظمة تساعد الناس بلا تمييز وبلا أنانية. وكاثوليك، نحن فخورون بأن قدمنا مساهمتنا الصغيرة، مستفيدين خير استفادة من المساعدات التي وصلت بسخاء من جميع أنحاء العالم».
ولفت المطران بيتزيتي إلى أنّه «في الأشهر التي أعقبت الزلزال، عملنا جنبًا إلى جنب، محطمين الجدران القديمة للانقسام، ومظهرين أن أعمق أشكال الحوار بين الأديان، كما كان يقول البابا فرنسيس، هو حوار الحياة، لا سيما في خدمة الفقراء».
وحول الأثر المتوقع لزيارة البابا على العاملين في كاريتاس تركيا، قال المطران: «بالنسبة لجميع العاملين في كاريتاس، ستكون هذه مناسبة جميلة للشعور بأنهم جزء من شعب الله - متحدين في الخدمة والعناية بالأكثر ضعفًا، كما كان المسيحيون دائمًا، متبعين يسوع، خادم الجميع».