موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
المطران المعيّن إياد الطوال (تصوير: موقع أبونا)
في محطة جديدة من مسيرته الكهنوتية الحافلة، يستعد المطران المُعيّن إياد طوال لحمل مسؤولياته الأسقفية كنائب بطريركي في الأردن، بشعار يعبّر عن جوهر رسالته الروحيّة: "حسبي أن أشهد لبشارة نعمة الله". هذا الشعار، المستوحى من كلمات القديس بولس في أعمال الرسل (20: 24)، لم يكن صدفة، بل يمثل امتدادًا لروح التكريس والخدمة التي بدأها منذ رسامته الكهنوتية عام 1998.
هذا وسيُحتفل بسيامته الأسقفية يوم الجمعة 28 شباط 2025، الساعة الحادية عشرة صباحًا، في كنيسة عُمّاد السيد المسيح في المغطس. وسيحتفل الأسقف الجديد، بالقداس الحبري الأول، يوم السبت 1 آذار 2025، الساعة الخامسة مساءً في كنيسة قطع رأس يوحنا المعمدان في مادبا.
يقول المطران المُعيّن في مقابلة مع المكتب الإعلامي للبطريركية إنّ هذا الشعار يعكس رؤيته الدائمة لدعوته الكهنوتية والأسقفية باعتبارها رسالة قائمة على الشهادة لنعمة الله في الحياة اليومية: "في هذه الآية، يذكر القديس بولس ظروفًا معينة، ورغم كل التحديات، يقف سعيدًا وقويًا ليعبّر عن معنى حياته وهدفه، الذي هو شهادة لنعمة الله وفرح البشرى السارة، والشهادة للمسيح الفادي والمخلص.
يضيف: "من هنا، أرى في دعوتي الكهنوتية والأسقفية هدف حياتي الذي يتجسّد في الخدمة والشهادة لنعمة الله في حياتنا، إذ أن مركزية الإيمان تكمن في نعمة الخلاص والفداء، وبالتالي، هدفي هو مساعدة الناس لاكتشاف هذه النعمة، وعيشها بفرح وثبات ورجاء".
هذه القناعة، المستمدة من تجربة القديس بولس، تدفع المطران المُعيّن إلى مواصلة رسالته بروح الإيمان والالتزام التي ستتجلى في كنيسة الأردن.
وحول أولوياته في خدمته الأسقفية الجديدة، يشير المطران المعيّن إلى أن جميع الأساقفة يتشاركون في أهداف أساسيّة، أبرزها نشر البشرى السارة، وحفظ وديعة الإيمان. كما يولي أهميّة خاصة للرعاية الروحيّة والكنسيّة لكنيسة الأردن بالتحديد، مع التأكيد على العمل المشترك مع جميع الفئات الكنسيّة، بروح الانفتاح والاتكال على نعمة الله وبتدبير العناية الإلهيّة.
ويصف المطران المُعيّن الكنيسة اللاتينية في الأردن بأنها "كنيسة حيّة وفاعلة"، متجذرة في التاريخ ومتصلة بعمق مع الأرض والناس. وإلى جانب دورها الروحي، تواصل الكنيسة رسالتها في مجالات التعليم، والخدمات الاجتماعية، والصحية، مقدمةً نموذجًا من المحبة والولاء والانتماء لكل أبناء الوطن.
أما التحدّيات، فرغم وجودها، فإنّ المطران المعيّن إياد الطوال يؤمن بأنّ العمل المشترك والوحدة العائلية داخل الكنيسة كفيلان بتخطي أي صعوبات، مستندًا إلى الإيمان القوي بالله الذي يقود المسيرة بروح من المحبة لخدمة المصلحة العامة.
ويوجّه المطران المُعيّن رسالة إلى أبناء الكنيسة في الأردن، مؤكدًا على دورهم في حمل إيمانهم في قلوبهم وحياتهم اليومية، وبكونهم جزء أصيل من هذا الوطن، يعيشون فيه ويخدمونه بصدق وأمانة.
وفيما يتعلق بالعلاقة مع الكنائس الأخرى، يشدد المطران المُعيّن على أن "ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا"، داعيًا إلى الصلاة والعمل من أجل وحدة المحبة، وليس فقط الوحدة المؤسّساتية، بل بالعمل الجاد والفعال من أجل وحدة القطيع تحت رأس واحد وهو المسيح ربُّنا.