موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٥ فبراير / شباط ٢٠٢٠
الكنيسة في تونس تحتفل بسيامة أول أسقف كاثوليكي منذ ستين عامًا
لم يجر مثل هذه الرسامة الأسقفية في تونس منذ 60 عامًا، حيث تعود آخر سيامة أسقفية فيها إلى العام 1962، أي بعد مرور 6 سنوات من الاستقلال، وتمّت آنذاك في كاتدرائية قرطاجة... المزيد في هذا المقال الذي ترجمه المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن
قداس السيامة الأسقفية في كاتدرائية القديس منصور دي بول بالعاصمة تونس

قداس السيامة الأسقفية في كاتدرائية القديس منصور دي بول بالعاصمة تونس

جود اتيمانكي ، ترجمة: منير بيوك :

 

تجمّع العشرات من كبار الشخصيات الكاثوليكية ومئات المؤمنين في كاتدرائية القديس منصور دي بول بتونس، يوم السبت الموافق 8 شباط 2020، لحضور الرسامة الأسقفية لمطران قسنطينة وعنابة في الجزائر، وهو المونسنيور الفرنسي المولد نيكولا ليرنو.

 

ولم يجر مثل هذه الرسامة الأسقفية في تونس منذ 60 عامًا، حيث تعود آخر سيامة أسقفية فيها إلى العام 1962، أي بعد مرور 6 سنوات من الاستقلال، وتمّت آنذاك في كاتدرائية قرطاجة، التي إنتهكت قدسيتها منذ ذلك الحين وتحّولت إلى مركز ثقافي.

 

وكان الشمال الإفريقي يُعدّ واحدًا من أكثر الأماكن المسيحية تأثيرًا ونفوذًا في القرون الميلادية الأولى. أما في الوقت الحاضر، فتتألف الجالية الكاثوليكية الصغيرة في تونس من الأجانب بشكل أساسي، والذين أتوا من جنوب الصحراء الإفريقية للدراسة أو البحث عن حياة أفضل، أو من أوروبا بغرض الإلتحاق بعمل.

 

وأقرّ الدستور التونسي في العام 2014 حرية الضمير والعبادة، لكن الإلحاد يبقى مرفوضًا كما أن التحوّل إلى دين آخر محدود للغاية، ويصعب قبوله من طرف العديد من التونسيين.

 

رئيس أساقفة الرباط الكاردينال كريستوبال روميرو، يترأس السيامة الأسقفية، إلى جانب البطريرك فؤاد الطوال (يمين) والمطران المُسام ليرنو (يسار)

وشارك في قداس الرسامة الأسقفية حوالي خمسة عشر أسقفًا وستون كاهنًا، كما شاهدهم المئات من المسيحيين الذين كانوا ارتدوا أجمل ملابس يوم الأحد في الكاتدرائية، وهي نصب تذكاري رمزي في شارع بورقيبه، بقلب العاصمة تونس.

 

وفي ختام قداس سيامته الأسقفية، عبّر المطران ليرنو عن سروره بحضور "مثير للإعجاب" من قبل ممثلي رجال الدين، من الجزائر والمغرب. وقال: "لقد أردنا أن نحتفل بطريقة عائلية، وقد تجاوز ذلك كل توقعاتنا".

 

وقال الأسقف البالغ من العمر 44 عامًا للمؤمنين الذين حضروا الرسامة الأسقفية التاريخية: "نحن سويًا في خدمة مشروع الله. فهو مشروع يحمل تاريخًا، ويمثّل حاضرًا ومستقبلاً، أما مفاتيحه فهي في قلبه تعالى". وأضاف: "لدي القدرة لأتعلم كل شيء، وأستقبل كل شيء، بشكل مستمرّ وبحداثة؛ من الله، ومن الكنيسة، ومن شعب الجزائر".

دموع الفرح تنهمر من عيني رئيس أساقفة تونس المطران إيلاريو أنطونيانتسي خلال الرسامة الأسقفية

ومع وجود أقلية كاثوليكية في منطقة يغلب عليها وجود المسلمين، يعتزم الأسقف الفرنسي ليرنو "أن يجعل من نفسه محلا للترحاب، ولتلقي التعليم والرسالة من الله ومن الآخرين، وأن يستمع بصحبة الجميع إلى الروح القدس الذي يجعل كل شيء جديدًا".

 

وكان البابا فرنسيس قد عيّن الأسقف ليرنو أسقفًا لقسنطينة وعنابة في 9 كانون الأول 2019، علمًا بأنه سيم كاهنًا لأبرشية تونس في أيار 2004. وسيخلف المطران ليرنو رئيس الأساقفة بول ديفارج الذي نقل إلى أبرشية الجزائر العاصمة في كانون الأول 2016. ومن المتوقّع أن يتم تثبيت الأسقف ليرنو على أبرشية قسنطينة في كنيسة القديس أوغسطينوس بعنابة في 29 شباط الحالي.

 

وفيما يلي تقرير مصوّر للرسامة الأسقفية من إعداد تلفزيون KTO (باللغة الفرنسية):