موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
احتفلت الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية في لبنان بعيد انتقال السيدة العذراء إلى السماء، بقداس إلهي احتفالي ترأسه بطريرك الأرمن الكاثوليك، روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، عاونه فيه نائب رئيس دير سيدة بزمار الأب ناريك لويسيان، والوكيل العام الأب ديكران فيليبوس، إلى جانب عدد من الأساقفة والكهنة وراهبات الكنيسة.
وكما جرت العادة، أقيم القداس الإلهي بمشاركة جميع رعايا الكنيسة الأرمنية في لبنان، في دير سيدة بزمار البطريركي، وتحديدًا في مدرّج القديس إغناطيوس مالويان. وقد تميّز هذا العام بالحضور الرسمي والشعبي الكثيف، فيما ارتفعت الصلوات على أنغام جوقة كنيسة المخلّص الأقدس في برج حمود، رافعة النوايا من أجل السلام في العالم.
وفي عظة مؤثرة، تحّدث البطريرك ميناسيان وقال: "في هذا اليوم المبارك، يوم انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء، أودّ أن أتأمل معكم في هذا الحدث العظيم من منظور آخر. سأنتقل من العذابات التي عاشتها أمّنا مريم خلال رحلة إيمانها، إلى يوم تمجيدها وانتقالها إلى السماء. وهنا، نتذكّر العائلة المقدّسة التي احتضنت الطفل يسوع، واعتنت به منذ طفولته، وحتى استعداده لرسالته.
أضاف: ولا ننسى أنّ العذراء مريم والقديس يوسف اجتازا الصحاري والمسافات حتى وصلا إلى مصر هربًا من بطش هيرودس والموت والقتل. واليوم، إذ نتأمل بهذا الحدث، نرى كيف أن العالم يعيش من جديد ويلات الحروب والهجرات والآلام. لذلك نرفع صلواتنا من أجل سلام العالم، ونطلب شفاعة أمّنا مريم لكلّ المتألمين والمشرّدين. وكما كانت هي إلى جانب ابنها يسوع، تشجّعه وتعضده في رسالته الخلاصيّة، نحن أيضًا نحتاج إلى حضورها الأمومي في حياتنا، لتكون بجانبنا وتساعدنا".
تابع غبطته: منذ ولادة السيد المسيح بدأت الاضطهادات، فالعائلة المقدسة حملت الطفل إلى مصر، ثم عادت بعد موت هيرودس إلى وطنها. وهناك ترعرع المسيح تحت رعاية القديس يوسف والعذراء مريم. وظلّت مريم ترافق ابنها في رسالته حتى الصليب، ومن هناك أوصاها يسوع أن تكون أمًّا للبشرية. وبعد مماتها، كافأها ابنها الإلهي بأن رفعها إلى السماء بالنفس والجسد، عرفانًا بمسيرتها الكاملة في الإيمان.
وقال: إنّ هذه الصورة هي نموذج للعائلة التي تتحمّل معًا المسؤولية، وتربّي أبناءها في محبة الله. ومن هذا الحب العظيم، لم يشأ المسيح أن يترك جسد أمّه للفناء. ولذلك تحتفل كنيستنا الأرمنية الكاثوليكية بعيد الانتقال في أقرب أحد إلى 15 آب، لتؤكد أهميته التي تعادل أعياد القيامة والميلاد. فهذا العيد يذكّرنا بحضور العذراء مريم والعائلة المقدسة في حياة يسوع وفي مسيرة خلاصنا، كما يذكّرنا بحضورها في حياتنا اليوم.
وخلص بطريرك الأرمن الكاثوليك، في عظته خلال قداس عيد الانتقال، إلى القول: نصلي معًا، بقلب واحد، لكي تكون العذراء مريم معنا دومًا، تشفع فينا وتعضدنا، حتى يتمكن كل واحد منا من القيام بدعوته ورسالة حياته، في العائلة والمجتمع والكنيسة.
وفي ختام القداس، قام البطريرك ميناسيان، بمشاركة رئيس دير سيدة بزمار المونسنينور ماشدوتس زاهتريان، والآباء الكهنة، برتبة تبريك العنب. وعلى أنغام كشافة شبيبة كنيسة الزلقا، توجّه الجميع إلى كابيلا سيدة بزمار العجائبيّة، حيث باركها غبطته وأعاد تدشينها وسط أجواء روحيّة مميزّة، بمشاركة المؤمنين، لما تمثّله هذه الكابيلا من إرث روحي عميق في قلوب أبناء الكنيسة، بعد أن خضعت هذا العام لعملية ترميم شاملة لمناسبة الذكرى الخامسة والثمانين لتأسيسها.
واختتمت الاحتفالات بتقبّل البطريرك ميناسيان، ورئيس الدير، وأعضاء جمعية كهنة بزمار، التهاني في صالون الدير، ليبقى هذا اليوم شاهدًا على نعم السماء وعناية أمّنا مريم، سيدة بزمار، بأبنائها في عيد انتقالها المجيد بالنفس والجسد إلى السماء.