موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
الكاردينال كراييفسكي يصلّي أمام مقبرة جماعيّة في مدينة إيزيوم الأوكرانيّة
الكاردينال كراييفسكي يصلّي في إيزيوم، حيث الحرب لا تعرف الرحمة

الكاردينال كراييفسكي يصلّي في إيزيوم، حيث الحرب لا تعرف الرحمة

فاتيكان نيوز :

 

صلى الكاردينال كونراد كراييفسكي، عميد دائرة خدمة المحبّة الفاتيكانيّة، الذي أرسله البابا فرنسيس للمرّة الرابعة إلى أوكرانيا، أمام العديد من الجثث المدفونة في مقابر جماعيّة، في إيزيوم الأوكرانيّة. في ضراوة هذا الصراع، تمكّن الكاردينال من رؤية رحمة الذين حفروا في الأرض لكي يدفنوا ضحايا حرب غير منطقيّة.

 

لا توجد هناك كلمات ولا دموع"، بهذه الجملة يجمع كراييفسكي معنى يوم صعب يترك القلب مثقلًا بالألم ووحدها الصلاة يمكنها أن تخفف عنه وتريحه. من كرخيف، حيث وصل في المساء، يتحدّث عن اليوم الذي أمضاه مع المونسنيور بافلو هونشاروك، أسقف أبرشية خاركيف-زابوريزهيا، في إيزيوم، وهو مكان "تركه الروس للتو" وحيث تم ايجاد رفات حوالي 500 شخص.

 

الحرب لا تعرف الرحمة

"هناك شهدنا احتفالاً" -يمكننا أن نقول ذلك- حيث قام خمسون شابًا، معظمهم من رجال الشرطة ورجال الإطفاء والجنود، بحفر وإخراج جثث الأوكرانيين الذين دفنوا هناك منذ ثلاثة أو أربعة اشهر". قال الكاردينال كراييفسكي يقف المرء عاجزًا عن الكلام أمام هذا الكم من الرعب. "أعلم... أن هناك حربًا والحرب لا تعرف الرحمة، فهناك أيضًا قتلى. وبالتأكيد إنه لأمر يصعب شرحه أن ترى هذا العدد الهائل من الموتى في منطقة واحدة".

 

أخذ الجثث في صمت، في مشاركة مؤثرة. ينظر الكاردينال كراييفسكي ويرى في الذين تم استدعاؤهم للقيام بمهمة مؤلمة شفقة كل إنسان. "كان هناك شيء واحد أثر فيَّ كثيرًا: كان هؤلاء الشباب الأوكرانيون يسحبون الجثث باحترام وبصمت تام. بدا الأمر وكأنه احتفال، لم يكن أحد يتكلّم ولكن كان هناك العديد من رجال الشرطة والجنود... ما لا يقل عن 200 شخص. كل ذلك في صمت، مع احترام لا يصدق لسر الموت. هناك حقًّا الكثير لنتعلمه من هؤلاء الشباب".

الحرب لا تعرف الرحمة

أضاف: "لقد كانت حقًا لحظة مؤثرة أن نرى كيف تم نقل الجثث. يبدو أنهم كانوا يفعلون ذلك من أجل عائلاتهم وآبائهم وأبنائهم وإخوتهم. مشيت أنا والأسقف بينهم، وكنت أتلو صلاة مسبحة الرحمة الإلهيّة طوال الوقت، لقد قضينا 3 ساعات على الأقل. لم يكن بوسعي أن أفعل أي شيء آخر". لقد كان -كما يؤكد- "احتفالًا للرحمة"، تصرف مجاني تمامًا.

 

تابع: "والآن قد عدت إلى كرخيف، وأنا في الكنيسة لكنني ما زلتُ أفكر في هؤلاء الشباب". لقد كان يومًا صعبًا، طُبع أيضًا بزيارة إلى مركز للشرطة، تمَّ تحويله إلى غرفة تعذيب". وأوضح: "كنت أعرف أنني سأعثر على الكثير من القتلى لكنني قابلت أشخاصًا أظهروا الجمال المختبئ في قلوبنا أحيانًا. لقد أظهروا جمالًا إنسانيًّا في المكان الذي لا يمكن أن يكون فيه سوى الانتقام. ولكن لا. وقد تبادرت إلى ذهني كلمات الكتاب المقدّس بأنّه يجب التغلب على الشر دائمًا بالخير. يقين هو بلسم على جراح هذه الحرب.