موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الإثنين، ١ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢١
الكاردينال ساندري: لتعد مدينة حلب مكانًا للضيافة والحياة، وليس للهروب

أبونا :

 

واصل عميد مجمع الكنائس الشرقية الكاردينال ساندري زيارته إلى سورية. وعشية الاحتفال بعيد جميع القديسين، ترأس نيافته القداس الإلهي في رعيّة اللاتين في مدينة حلب، بمشاركة السفير الفاتيكاني بدمشق، وكاهن الرعيّة الأب إبراهيم الصباغ الفرنسيسكاني، ولفيف من الأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والمؤمنين.

 

ونقل المسؤول الفاتيكاني تحيّة قداسة البابا فرنسيس، مشيرًا إلى أنّه "لم يتوقف للحظة عن أن يكون قريبًا من الجماعة المسيحية في البلاد". وقال: "بفضل مبادرات الحبر الأعظم، غطّت أعمدة ساحة القديس بطرس بلدكم بالصلاة والحماية المستمرّة، في 7 أيلول 2031، في السنة الأولى لحبريّته، لتجنّب وابل القنابل والدّمار، كما حدث للأسف في بلدان أخرى في الماضي، مثل العراق أو ليبيا، اللذين تركا في حالة اضطراب أو فوضى مستمرّة جزئيًا حتى اليوم. نحن لا نتكلم عن انتصار سياسي أو عسكري، لأنّه ليس موضوع الجماعة المسيحيّة، ولكن نتكلّم عن قوّة الصلاة والحوار. ولا نحتفل من أجل هذا الجانب أو ذاك، ولكن لأنّنا أدركنا أنّه يمكنهم، ويجب عليهم، إتّباع طرق أخرى للوصول إلى السلام".
 

أضاف: "رُسمت صلاة العالم في ذلك المساء، قبل ثماني سنوات، والتي بدأت من روما، مسارًا، والذي تمّ تجاهله عدّة مرّات فيما بعد. يمكن أن تتحقّق في حياة الشعوب كما في الحياة الشخصيّة لكلّ واحد منا الديناميّة نفسها، عندما نرى الخير بقلبنا وعقلنا ونوافق عليه، ونستقبل النعمة في داخلنا، ولكن تجعلنا خياراتنا العمليّة بعد ذلك، نقع مرّة أخرى في بؤس الخطيئة، التي تبعدنا عن الله وهن إخوتنا. على كلّ واحد منا، إذًا، ومن أجل أن نُحّب سورية بالتحديد أيضًا، أن نبدأ من جديد، من قلوبنا ومن مسيرتنا في اتّباع الرب يسوع. أولاً، أن نكتشف أننا دُعينا من قبله، أساقفة، وكهنة، ورهبان، وعائلات وعلمانيّون. كلّ لديه طريقته العمليّة في الإجابة على صوته، صوته هو، وليس على صوت الآخرين الذين يدّعون القداسة والوحي".

تابع: "إنّ مدينة حلب على وجه الخصوص، والتي تحوي في داخلها 11 جماعة مسيحية، من كنائس وطقوس مختلفة، مدّعوة لأن تشهد على الخلاص بيسوع، معًا قدر المُستطاع. لذلك أتوجّه إلى الأساقفة الكاثوليك الستّة، وإلى كهنتهم، وإلى الرهبان: كثّفوا المسيرة التي بدأت سويًا مع السينودس المحلي في العام الماضي، مع استماع متبادل ومتواصل لجميع مكونات جماعاتكم، وابحثوا عن بعض الخطوط المشتركة؛ أفكر بشكل خاص في حياة الشباب الرّعويّة والمدرسيّة، وفي مرافقة العائلات، وفي الأنشطة الخيريّة. أي شركة قديسين يمكننا أن نحتفل، إذا عاد كلّ واحد إلى مرجعيته الذاتيّة؟ وبالعودة إلى صحة الرؤيا، يوجد في وسط مدينتكم الحمل الذبوح، وهو النور الحقيقي الذي ينير الليالي ويدفىء النهار، ولا تحلّ محلّه أي نبوءة بشريّة أو شخصيّة ما".

وخلص نيافته إلى القول: "لنصلي معًا، ونوكل أنفسنا إلى شفاعة والدة الإله، مريم الكليّة القداسة، وجميع القديسين في السماء، ولتتّحد أصواتنا مع أصواتهم في ترنيمة التسبيح. لتعُد مدينتكم الحبيبة، والتي استقبلت قبل قرن من الزمن، اللاجئين الأرمن والأقليات الأخرى، الذين هربوا من الاضطهاد والموت المحقّق، مكانًا للضيافة والحياة، وليس للهروب، وخاصة للشبّاب. وليعُد اسم حلب إلى أن يكون مهمًا، ليس بسبب الركام الذي لا يزال يملأ شوارعكم وأحيائكم، وليس من أجل آلاف الأبناء والبنات الذين ذهبوا إلى كلّ مكان في العالم، ولكن الوجه المشرق لجماعة مسيحيّة، والتي في إعلان الإنجيل وفي الخبز المكسور من أجل الفقراء، تجعل ترنيمة التسبيح تدوي، مصحوبة بقيثارة الملائكة والقديسين في السماء، وفي سيمفونيّة واحدة تعبّر عن جمال الله".