موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٦ يناير / كانون الثاني ٢٠٢١
الكاردينال ساكو: ننتظر رسالة الرجاء التي سيحملها الأب الأقدس
قبل أسابيع قليلة من زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، البطريرك الكلداني، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، يتحدّث لموقع فاتيكان نيوز عن قضايا مختلفة ومؤلمة تتعلق بالبلاد. لم يعرف العراق السلام منذ أكثر من أربعة عقود. واليوم تؤدي عودة الإرهاب والتوترات الاجتماعية والوباء إلى تفاقم الأزمة في بلد يطلب التضامن على أمل العودة إلى الحياة الطبيعية.

فاتيكان نيوز :

 

في العراق، عاد تنظيم الدولة الإسلامية رائدًا بشكل مأساوي، حيث نفذ سلسلة من الغارات والهجمات، كان أخطرها الأسبوع الماضي بالهجوم الانتحاري المزدوج في وسط بغداد والذي تسبب في مقتل اثنين وثلاثين شخصًا وإصابة أكثر من مائة. وفي مقابلة مع القسم الإيطالي لموقع فاتيكان نيوز، توقف بطريرك بابل للكلدان، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، عند معاناة وآمال الشعب العراقي والجماعة المسيحية في البلاد، قبل أسابيع قليلة من زيارة البابا فرنسيس إلى العراق، زيارة كما يؤكد غبطته ننتظر منها رسالة تعزية ورجاء وسلام.

 

في جوابه على سؤال حول كيف يعاش هذا التزايد في التوتر الذي حدث خاصة خلال الأيام القليلة الماضية قال الكاردينال ساكو هناك قلق كبير وحزن من قبل الناس. فالذين قُتلوا هم فقراء، ولكن للأسف، هذه الهجمات هدفها سياسي، وهي بمثابة رسالة للحكومة وللرئيس الأمريكي الجديد أيضًا. وفي غضون ذلك، اتخذت الحكومة الإجراءات الضروريّة.

 

تابع بطريرك بابل للكلدان مجيبًا على سؤال حول إن كان السكان يرجون، رغم هذه المرحلة الصعبة، في السلام من أجل العراق وقال نعم، هناك هذا الرجاء، يسأل الناس دائمًا متى سيأتي السلام، والدفاع عن كرامة الإنسان، حتى لو كنا نعيش في وضع مماثل منذ ما يقارب العشرين عامًا، وهناك ارتباك وفوضى. وبالتالي، يستغرق الأمر وقتًا. لكن قبل الوقت، يتطلب الأمر حسن النية من جانب السياسيين. لأنّه إن لم يكن هناك هذه النيّة فلن يكون هناك سلام. كذلك على الميليشيات أن تنصاع للحكومة العراقية ويجب على الحكومة أن تفرض نزع الأسلحة. وبالتالي يجب أن يبقى كل شيء في يد الحكومة وليس في أيدي الأحزاب السياسية.

 

أضاف الكاردينال لويس روفائيل ساكو مجيبًا على سؤال كيف يعيش المسيحيون في هذه المرحلة وحول مبادرة الصلاة التي يتمُّ تنظيمها خلال هذه الأيام وقال لم يكن هناك شيء ضدنا حتى الآن، منذ عدة سنوات. لكننا جزء من العراق، ولا نعيش بمفردنا وإنما مع الآخرين. وبالتالي فآلامهم هي آلامنا لأننا إخوة وأخوات في عائلة كبيرة تسمى العراق. مع الأيام الثلاثة للصلاة هذه نريد أن نقول إننا جميعًا أبناء الله، إله البشرية جمعاء. لذلك فإن لفتة الذهاب إلى نينوى للصلاة تحمل معنى مزدوجًا: أولاً التأكيد على أن الله ينظر إلى الجميع بدون تمييز؛ وبالتالي فهي طلب قوي إلى الرب لإنقاذنا من الوباء الجاري. ونحن نعيش اليوم خوفًا كبيرًا بسبب فيروس الكورونا. لذلك علينا أن نصلي ونطلب معونة الله لكي نخلص وينتهي هذا الوباء في العالم كله. نحن لا نفكر فقط بأنفسنا في العراق، وإنما في جميع البشر في العالم.

 

وختم بطريرك بابل للكلدان، الكاردينال لويس روفائيل ساكو حديثه لموقع فاتيكان نيوز مجيبًا على سؤال حول الاستعدادات لزيارة البابا فرنسيس إلى العراق في آذار مارس المقبل وقال نحن نُعدُّ كل شيء مع الحكومة. إنه حدث استثنائي للجميع. سيأتي البابا ليقول: "كفى، كفى حروب، كفى عنف، اسعوا إلى السلام والأخوة وحماية الكرامة البشريّة". وأعتقد أنّه سيحمل لنا أمرين: التعزية والرجاء، اللذين حرمنا منهما حتى الآن. وبالتالي يمكنني أن أقول إنها زيارة ذات طابع روحي، لن تُعطى فيها أهمية كبيرة للفولكلور، وللاحتفالات لأن هذا الأمر سيُفقد الزيارة معناها الحقيقي. إنه حدث مهم للغاية بالنسبة لنا كمسيحيين، لكن الجميع في العراق ينتظرون هذا اللقاء، بمن فيهم المسلمون والوقائع الدينية الأخرى وقادة الحكومة.