موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
ثقافة
نشر الخميس، ٢٩ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
الكاردينال تشيرني: نعم لسياحة مستدامة وبدون استغلال

فاتيكان نيوز :

 

بمناسبة اليوم العالمي للسياحة 2022، في 27 أيلول، دعت الدائرة الفاتيكانية لخدمة التنمية البشرية المتكاملة، في رسالة تحمل توقيع عميدها الكاردينال مايكل تشيرني، إلى "إعادة التفكير في السياحة"، كما يشير أيضًا موضوع هذا اليوم.

 

كتب الكاردينال تشيرني: كانت السياحة بالتأكيد إحدى النشاطات الأكثر تضررًا جراء أزمة الوباء، ولكن يمكنها الآن أن تصبح أحد محركات إعادة بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة وتكاملاً. لذلك، فإنّ الكنيسة تنظر إلى ولادة وتجديد السياحة أيضًا بعيون الرجاء، وتدعونا إلى الرجوع، من أجل إعادة إطلاق السياحة، إلى تلك المبادئ التي ألهمت مدونة الأخلاق العالمية للسياحة، والعناصر الأساسيّة، من أجل بناء الأخوّة والصداقة الاجتماعية، وإنما وبشكل خاص من أجل خدمة تنمية بشرية متكاملة.

 

وأشار إلى الحاجة الملحّة لتغيير المسار لكي نخرج بشكل أفضل من الأزمة التي كشفت عن الكثير من أوجه عدم المساواة والظلم، ولهذا يجب أن تتم النشاطات السياحيّة وفقًا لمبادئ الإنصاف والعدالة الاجتماعيّة. ومن هنا جاء القرب من العاملين في قطاع السياحة الذين يعملون وفقًا لضمير مستقيم وقد بنوا خبرة مهنيّة وحياة حول الضيافة. وتشير الرسالة إلى رواد الأعمال الذين يهتمون بالأشخاص الأشد ضعفًا والعاملين المعرضين للاستغلال، ولا سيما الموظفين الموسميين الذين يؤدون مهام أكثر تواضعا في خدمة السائحين. لذلك تأتي الدعوة للمسيحيين لكي يقيموا عهدًا مع جميع النساء والرجال ذوي النوايا الحسنة، لأن هذا الأمر يجب أن يتغير.

 

وأوضح أنّه من الأهمية أن نحسب تأثير السياحة على البيئة، فإلى اليوم أصبحت الحاجة إلى التركيز على السياحة المحلية: فنعرف كيف ننظر من حولنا ونتعرف على كنوز التراث والمطبخ والفولكلور وحتى الروحانية التي يمكن للمناطق المجاورة أن تشاركها ونقدرها. لهذا السبب، يمكننا أن نعيد التفكير في السياسات المحلية اليوم "من حيث الضيافة ونوعية الحياة للسكان التاريخيين، والوافدين الجدد، وأقرب الجيران". وبالتالي سيتعين أيضًا إعادة ضبط سياحة أكثر استدامة، في اتجاه علاقة صحيحة بين البشر والخليقة، حيث يتم قياس استدامة السياحة أيضًا في التأثير على التنوع البيولوجي الطبيعي والنظم البيئية الاجتماعية، لأن" حماية التنوع البيولوجي والدهشة إزاء عجائب الخليقة عليهما أن يتعايشا في سياحة تمت إعادة التفكير فيها.

 

وقال: إزاء المقاومات المعاكسة التي تعزز تقليص فسحات الإدماج وتوحيد المحتوى، من الضروري أن نقدّم سياحة تضع في عين الاعتبار دائمًا "الرؤية المتكاملة للفرد"، والتي ليست نظرية، وإنما "طريقة عيش وتصرف"، في اللقاء مع ثقافة مختلفة، ومع تاريخها والقيم التي تحملها، يصل بها الأمر إلى تجديد الجماعة وتعزيز الحوار بين اللغات الثقافية المحلية وأنماط حياة الزوار.

 

وأكد على أنّ الكنيسة الكاثوليكيّة حريصة جدًا على تعزيز هذه الرؤية المتجدّدة للسياحة، بهدف تحقيق تنمية بشريّة متكاملة. وخلص الكاردينال تشيرني في رسالته إلى القول: لننظر برجاء إلى حيوية هذا القطاع، وإلى جميع الأشخاص المعنيين وجميع الذين يتحملون مسؤوليّته، وإذ ذكر بكلمات البابا فرنسيس، شجع الجميع لكي يحافظوا على شعلة الرجاء مشتعلة.