موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٧ يناير / كانون الثاني ٢٠٢٥
الكاردينال بيتسابالا: وقف إطلاق النار نقطة تحوّل ضروريّة كنا بأمسّ الحاجة إليها
ويشدّد على ضرورة البدء في إدارة الأزمة الإنسانية الخطيرة الراهنة في القطاع.

أبونا :

 

بعد خمسة عشر شهرًا من القصف الإسرائيلي، أسفر عن سقوط 46 ألف ضحيّة، وتشريد 1.9 مليون فلسطيني. توصلت إسرائيل وحماس أخيرًا إلى اتفاق لإنهاء القتال في قطاع غزة. وبالنسبة لبطريرك القدس للاتين، الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، فإنّ وقف إطلاق النار هو "نقطة التحوّل الضروريّة التي كنا في حاجة إليها".

 

وفي تصريحات لموقع "فاتيكان نيوز"، أوضح غبطته أنّه "وبينما ندرك أن ما ينتظرنا مليء بالتحديات، فمن المستحيل ألا نشعر بالفرح عند الإعلان عن الاتفاق. نحن جميعًا سعداء للغاية. وفي كل السياقات، يشعر الناس بالسعادة لأن هذه الحرب أنهكت قوانا، واستنزفت طاقاتنا، وجرحت حياة الجميع".

 

وأشار غبطته إلى أنّه في حين أنّ وقف العنف هو مدعاة للأمل، إلا أنّ الطريق إلى السلام سيكون طويلاً وشاقًا. وقال: "هذه ليست سوى الخطوة الأولى". ويوضح بطريرك القدس للاتين بأنّ عملية السلام طويلة، وتتضمّن حل الصراع من خلال التفاوض. ويضيف إن "السلام سيستغرق وقتًا أطول بكثير لتحقيقه لأنّ نهاية الحرب ليست نهاية الصراع".

 

لماذا الآن؟

 

من المستحيل ألا نتساءل لماذا استغرق الأمر كل هذا الوقت للتوصل إلى اتفاق ولماذا فقدنا الكثير من الأرواح. ويوضّح الكاردينال بيتسابالا أن الأسباب معقدّة، مع الإشارة إلى أن "الاتفاق كان تقريبًا نفس النقاشات التي كانت تدور قبل أشهر". ومع ذلك، يؤكد أنه مهما كانت الأسباب، فإن الشيء الوحيد المهم الآن "هو أن نطوي الصفحة ونبدأ في معالجة الأزمة الإنسانيّة الشديدة في غزة".

 

ويُعرب الكاردينال بيتسابالا عن أمله الحذر، ويؤكد أنّ هذه الهدنة "يجب أن تستمرّ". ويتعيّن علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لضمان استمرارها". وهو يدرك أن هناك من سيعملون ضد الاتفاق، لكنه يصرّ على أنه "يجب ألا نمنحهم مساحة أو قوة جذب".

الأولويات الإنسانيّة

 

ومع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ يوم الأحد، ينصب التركيز الآن على الاحتياجات العاجلة للسكان. ويسلط الكاردينال بيتسابالا الضوء على الوضع الإنساني المزري في غزة، حيث يعتمد الناس بالكامل على المساعدات الخارجيّة.

 

يقول: "من منظور إنسانيّ، من المرجح أن يكون من الأسهل الآن تقديم ما هو ضروري للسكان". ويؤكد أن الإمدادات الغذائية والمدارس والرعاية الصحية تشكّل حالات الطوارئ الرئيسية وأن جهودهم ستمتد إلى المجتمع المسيحي الصغير في غزة، والذي، كما يشير الكاردينال، إلى أنّه "مثل أي شخص آخر، في حاجة ماسة إلى الدعم".

 

لكن الكاردينال بيتسابالا متفائل. وفي ضوء المنظمات الدوليّة العديدة التي تحشد لتقديم المساعدات لشعب غزة، فإنه يعرب عن يقينه من أنه "يمكننا خلق التنسيق اللازم للبدء في حلّ الأزمة الإنسانية"، حتى لو كان ذلك "سيستغرق وقتًا طويلاً جدًا".

المجتمع المسيحي يواصل الصمود

 

وأخيرًأ، يصف الكاردينال بيتسابالا المجتمع المسيحي في غزة بأنه على الرغم من أنهم ما زالوا غير قادرين على تصديق ذلك تمامًا، إلا أنهم "سعداء للغاية" بنبأ وقف إطلاق النار. ويضيف: "إنّ فكرة وقف إطلاق النار، ووقف الأعمال العدائيّة، وطي الصفحة في غزة تجلب شعورًا بالتحرّر".

 

إنّ وقف إطلاق النار خطوة حاسمة نحو السلام الدائم، لكن البطريرك بيتسابالا يحذّر من أنّ هذه ليست نهاية الرحلة. وخلص في مقابلته مع موقع "فاتيكان نيوز" إلى القول: "الأمل هو أن تكون هذه بداية لعملية -وإن كانت طويلة- من شأنها أن تجلب السلام الدائم".