موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
يرحّب الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، بوقف القتال في قطاع غزة. ويؤكد أن "الطريق لا يزال طويلًا" نحو سلام دائم، وهو أمر لا يمكن تحقيقه دون توفير آفاق واضحة لمستقبل فلسطين.
لاكروا: نيافتكم، ما هو رد فعلكم على إعلان انتهاء القتال في قطاع غزة؟
الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا: نحن جميعًا سعداء جدًا بهذا الاتفاق وبوقف الأعمال العدائية المؤقت، والذي نأمل أن يكون دائمًا. كان وقف إطلاق النار هذا، وإطلاق سراح الرهائن والأسرى الفلسطينيين، متوقعين ومأمولين وضروريين. اليوم، علينا أن نفرح بالتوصل إلى هذا. لكنا لسنا ساذجين؛ فنحن نعلم أن الطريق إلى اتفاق نهائي سيكون طويلًا ومحفوفًا بالعقبات. لا تزال جوانب كثيرة من هذه الخطة غامضة وتحتاج إلى توضيح. يجب أن نكون واقعيين. ولكن يمكننا أن نبدأ في طي الصفحة وبناء شيء جديد. هذا الإعلان يبعث بالفعل طاقة جديدة وأجواءً جديدة في المجتمع.
نحن على اتصال دائم مع الرعية الكاثوليكية في غزة (مساء الخميس 9 تشرين الأول، وقت المقابلة، ملاحظة المحرر). يستمر القتال لأن وقف إطلاق النار لم يدخل حيز التنفيذ بعد. لكن المسؤولين واثقون من أن الأمور ستتضح أكثر.
برأيكم، ما الذي يتبقى لتحقيق سلام دائم؟
أولاً، لا يمكننا فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية لأنهما ينتميان إلى نفس الشعب. ثانيًا، لا يزال من المبكر الحديث عن السلام. يتطلب السلام تهيئة الظروف. علينا الآن، شيئًا فشيئًا، أن نبدأ في إيجاد مسار ابتكاري للمستقبل، مع العلم أن السلام الدائم سيستغرق وقتاً طويلاً.
يرتبط السلام الدائم بالقضية الفلسطينية. ما لم تُمنح للشعب الفلسطيني رؤى واضحة -مهما كانت- وما لم تُعالج جذور الصراع، فلن يكون هناك سلام. وهذا يتطلب أيضًا إشراك الفلسطينيين في المناقشات القادمة. وهذا ينطبق أيضًا على المجتمع الإسرائيلي.
كيف نتعافى روحيًا بعد هذا الصراع؟
هناك حاجة ماسة للروحانية، سواء في فلسطين أو في إسرائيل. لقد أثّرت هذه الحرب تأثيرًا بالغًا على العلاقات الروحية. أمرٌ واحدٌ واضح: لقد تركنا الخطاب الروحي للأكثر تطرفًا. الحوار بين الأديان بالغ الأهمية. من الواضح أنه لا أحد يستطيع السير وحيدًا.
علينا أن نبتكر، تدريجيًا، مع شخصيات جديدة، خطاباتٍ مختلفة، لا تقوم على إقصاء الآخر، بل على الاحترام المتبادل. الخطاب الحالي هو "أنا، وليس الآخرون". يجب أن يصبح "أنا والآخرون"، لنقبل، من منظور روحي، حقيقة أننا لسنا وحدنا. يجب أن نستخدم كلماتٍ تبني العلاقات. لقد استخدمنا لغة الازدراء طويلاً، وانظروا أين وصلنا؟
ما هو دور الكنائس المسيحية في المناقشات التي أدت إلى وقف إطلاق النار هذا؟
ليس دور الكنيسة أن تكون وسيطًا؛ فهناك ما يكفي من الوسطاء. دور الكنيسة هو تسهيل الحوار، حتى مع السياسيين إذا لزم الأمر. يجب أن نهيئ أماكن للسلام والسكينة حيث يمكن للناس التفاعل دون الشعور بالتهديد. نحن المسيحيين لا نشكل تهديدًا لأحد.
كيف يمكن للكنيسة الكاثوليكية أن تُسهم في إعادة إعمار قطاع غزة الذي دُمّرت آثاره خلال عامين من الحرب؟
سنعمل على عدة مستويات، أولها الجانب الإنساني. علينا دعم أهالي غزة قدر استطاعتنا. لا يُمكننا الاكتفاء بالحديث عن الروحانية دون معالجة مشاكل المدارس والمستشفيات. علينا العمل مع الجميع لتحقيق ذلك. ثم علينا تسهيل اللقاءات بين الأديان، ليس بين النخب، بل مع المجتمعات. وثالثًا، علينا أن نقول الأمور كما نراها، ونقول الحقيقة دون خجل.
مع توقف القتال في غزة، كيف يمكن أن يتطور الوضع في الضفة الغربية؟
لم تكن الضفة الغربية محل اهتمام كبير. آمل أنه إذا تحسن الوضع في غزة، يمكننا الآن التركيز على الضفة الغربية، حيث توجد مشاكل كثيرة.