موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٨ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٤
الكاردينال باولين يهنىء الرئيس الأمريكي المنتخب ويتمنى له "الكثير من الحكمة"

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

تعقيبًا على انتخاب دونالد ترمب لقيادة البيت الأبيض، وهي الثانية بعد ولايته الأولى من 2017-2021، تمنى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال بييترو بارولين، "الكثير من الحكمة" للرئيس السابع والأربعين المنتخب حديثًا للولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي حديثه للصحافيين على هامش فعالية في الجامعة الغريغورية، قال الكاردينال بارولين: "في بداية ولايته، نتمنى له الكثير من الحكمة، لأنّ هذه هي الفضيلة الرئيسية للحكام بحسب الكتاب المقدس". وأضاف: "أعتقد أنه يجب عليه أن يعمل أولاً لكي يكون رئيسًا للبلاد بأسرها، وبالتالي أن يتغلب على الاستقطاب الذي حدث، والذي ظهر بشكل واضح جدًا في هذا الوقت"، متمنيًا أن يكون الرئيس الأمريكي الجديد "عنصر انفراج وتهدئة في النزاعات الحالية التي تدمي العالم".

 

 

إنهاء الحروب

 

وعندما سئل عن وعود الرئيس ترمب بإنهاء العديد من الحروب الجارية حول العالم، أجاب الكاردينال بارولين: "دعونا نأمل". وأضاف: "أعتقد أنه حتى هو لا يملك عصا سحرية". وأكد نيافته أن إنهاء الحروب "يتطلب الكثير من التواضع، والكثير من الاستعداد، ويتطلب حقًا البحث عن المصالح العامة للبشرية، بدلاً من التركيز على مصالح خاصة. وأنا آمل ذلك".

 

وفيما يتعلق بالصراعات في أوكرانيا والأرض المقدّسة، أشار بارولين إلى أن ترمب لم يشرح بشكل ملموس كيف سيعمل على إنهاء الحروب. وقال: "من الصعب التصريح بشأن هذه الجوانب، سنرى ما هي المقترحات التي سيقدمها، لأن العديد من الأمور الدقيقة بقيت دائمًا غير مؤكدة. على سبيل المثال، تلك العبارة الشهيرة: ’في اليوم التالي ستنتهي الحرب‘. ولكن كيف؟ لم يستطع أحد أن يجيب على الإطلاق، وكذلك هو لم يعطِ إشارات محددة حول الطريقة. لنرى الآن ما الذي سيقترحه بعد توليه منصبه".

 

 

الهجرة والدفاع عن الحياة

 

وردًا على أسئلة حول وعد ترمب، خلال حملته الانتخابية، بإجراء أكبر عملية ترحيل للمهاجرين من الولايات المتحدة، قال الكاردينال بارولين: "يبدو لي أنّ موقف البابا والكرسي الرسولي واضح جدًا في هذا الصدد. نحن مع سياسة حكيمة تجاه المهاجرين، وبالتالي عدم الذهاب إلى هذه الحدود القصوى". وأشار نيافته إلى أنّ البابا فرنسيس أعطى "إشارات دقيقة جدًا وواضحة جدًا" فيما يتعلق بالهجرة، لافتًا إلى أن "الطريقة الوحيدة لمعالجة المشكلة وحلها يجب أن تكون بطريقة إنسانيّة".

 

واتفق الكاردينال بارولين على أن هناك بعض القضايا التي تتوافق فيها سياسات ترمب مع مواقف الكرسي الرسولي، مثل "الدفاع عن الحياة". ومع ذلك، أوصى نيافته بتطبيق "سياسة مشتركة" تسعى إلى "توحيد الإجماع"، و"ألا تصبح مرة أخرى سياسة استقطاب وانقسام"، معربًا عن أمله أن تعمل وعود ترمب بالدفاع عن الحياة على "توسيع الإجماع بهذا المعنى أيضًا".

 

ثم أكّد أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان أن العلاقات بين الكرسي الرسولي والإدارة الأمريكية الجديدة ستستمرّ ولن تتغيّر، كما حدث "خلال ولاية ترمب السابقة". وقال: "كما هو الحال دائمًا، هناك عناصر تقرّبنا وعناصر ربما تفرّقنا وتبعدنا. ستكون هذه فرصة لممارسة الحوار ومحاولة إيجاد نقاط توافق جديدة معًا، ودائمًا لصالح الخير العام والسلام العالمي".

 

 

العلاقات مع الصين

 

وردًا على سؤال حول علاقة الكرسي الرسولي بالصين، قال الكاردينال بارولين: "لقد مضينا قدمًا مع الصين، وجددنا الاتفاقية (بين الكرسي الرسولي وجمهورية الصين الشعبية بشأن تعيين الأساقفة) لأربع سنوات أخرى"، مؤكدًا أن "الحوار مستمرّ، بخطوات صغيرة لكنه مستمر"، "لذلك نحن نؤكد هذا الخط".

 

وفي حين اعترف بردود الفعل على هذه السياسة من قبل الولايات المتحدة، شدّد الكاردينال بارولين على أن "اهتمام الكرسي الرسولي" بالصين "هو في الأساس مصلحة كنسيّة"، لذلك من الأهمية بمكان "الخروج من المفهوم السياسي الذي ربما قد يكون موجودًا في العديد من تقييمات الحكومات والدول؛ وأن يُعرف أن الكرسي الرسولي ينظر إلى ذلك. وعلى أساس هذه البوصلة هو يسعى للمضي قدمًا".