موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ١١ فبراير / شباط ٢٠٢٥
البابا فرنسيس يدعم أساقفة الولايات المتحدة في الدفاع عن المهاجرين
ويؤكد أنّ المحبّة المسيحيّة تتطلب الاعتراف بكرامة جميع الناس، بغض النظر عن الوضع القانوني

أبونا :

 

في رسالة موجّهة إلى "إخوته في الأسقفيّة"، يعترف البابا فرنسيس بعمل أساقفة الولايات المتحدة في الوقوف إلى جانب المهاجرين واللاجئين، ويُعرب عن دعمه للجهود الرامية إلى دعم الكرامة الأساسيّة لكلّ إنسان، ويسلّط الضوء على أهميّة المرافقة الراعويّة لأولئك الذين يواجهون الترحيل.

 

وفي رسالته، يستذكر البابا هروب العائلة المقدّسة إلى مصر، ويقارن بين تجربتهم وتجربة العديد من المهاجرين اليوم. ويُشير إلى أن رحلتهم تسلّط الضوء على "ظاهرة الهجرة باعتبارها لحظة حاسمة في التاريخ"، وتؤكد "ليس فقط إيماننا بالله، ولكن أيضًا الكرامة اللانهائية والمتعالية لكلّ إنسان".

 

وعلى ضوء الدستور الرسوليّ للبابا بيوس الثاني عشر بشأن رعاية المهاجرين، والذي يصف العائلة المقدّسة كنموذج لكلّ من يجب أن يترك وطنه بحثًا عن الأمان والاستقرار، يكتب البابا فرنسيس: "إنّ عملكم في الدفاع عن المهاجرين متجذّر بعمق في رسالة المسيح وتاريخ الكنيسة".

 

 

⮜ الحفاظ على كرامة الإنسان

 

وفي رسالته المكوّنة من 10 نقاط، يقول البابا فرنسيس إنه "تابع عن كثب الأزمة الكبرى التي تحدث في الولايات المتحدّة مع بدء برنامج الترحيل الجماعي"، ويشيد بجهود الأساقفة مؤكدًا أن المحبّة المسيحيّة تتطلب الاعتراف بكرامة جميع الناس، بغض النظر عن الوضع القانوني.

 

ومنذ توليه منصبه في 20 كانون الثاني، أعلن الرئيس دونالد ترامب عن سلسلة من الأوامر التنفيذية المتعلّقة بالهجرة والتي تمهّد الطريق لجهود واسعة النطاق للقضاء على المهاجرين غير المسجلين في الولايات المتحدّة. وفي أكثر من 21 إجراء، انتقل ترامب إلى إصلاح أجزاء من نظام الهجرة الأمريكي، بما في ذلك كيفية معالجة المهاجرين وترحيلهم من الولايات المتحدة.

 

ويقرّ البابا فرنسيس بالحقائق المعقدّة المحيطة بسياسات الهجرة الأمريكيّة، ولكنه يذكر الأساقفة بأنّ مقياس المجتمع العادل هو كيفية معاملته لأفراده الأكثر ضعفًا. ويكتب: "يجب ألا يقوّض التنظيم الشرعيّ للهجرة الكرامة الأساسيّة للإنسان".

 

ويُعرب البابا عن تقديره لجهود الأساقفة في الدفاع عن المهاجرين ضد الروايات التي تجرّمهم، مؤكدًا على دورهم في ضمان احترام السياسات لحقوق الإنسان. وقال: "إنّ الله سوف يكافئ بسخاء كل ما تفعلونه من أجل حماية والدفاع عن أولئك الذين يعتبرون أقل قيمة أو أقل أهميّة أو أقل إنسانيّة".

 

 

⮜ تعزيز رسالة الكنيسة

 

وعلى ضوء التحدّيات الحاليّة، يحثّ البابا فرنسيس أساقفة الولايات المتحدّة على الثبات في عملهم. وعلى الرغم من العقبات التي يواجهونها، بما في ذلك الضغوط الاجتماعيّة والسياسيّة، فإنّ قداسته يشجّعهم على الاستمرار في تعزيز التضامن والرحمة. ويقول: "إنّ خدمتكم الراعويّة هي منارة أمل للعديد من الذين يشعرون بالتخلي والاستبعاد".

 

وتأكيدًا على رسالة الكنيسة، فإنّ البابا يدعو الأساقفة إلى القيادة بالقدوة في تعزيز مجتمع شامل وعادل. ويكتب: "من خلال شهادتكم، يتمّ تذكير المؤمنين بأنّ الهويّة المسيحيّة الحقيقيّة تتجلّى في الأخوّة والدفاع الثابت عن الكرامة الإنسانيّة".

 

 

⮜ صلاة من أجل الحماية

 

ويختتم البابا فرنسيس رسالته طالبًا من العذراء سيّدة غوادالوبيه، أن تحمي الأفراد والعائلات التي تعيش في خوف أو ألم بسبب الهجرة و/أو الترحيل. ويقول: "لتمنحنا العذراء جميعًا، التي عرفت كيف توفّق بين الشعوب عندما كانت في عداوة، أن نلتقي من جديد كإخوة وأخوات، في أحضانها، وبالتالي نخطو خطوة إلى الأمام في بناء مجتمع أكثر إخاءً وشمولاً واحترامًا لكرامة الجميع".

 

 

 لقراءة النص الكامل للرسالة