موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
قال البابا لاون الرابع عشر أن الزواج "ليس مجرّد مثال ونموذج، بل هو معيار الحبّ الحقيقيّ بين الرّجل والمرأة"، وأنّ "مستقبل الشعوب يُولَد في العائلات". كان ذلك خلال احتفاله بالقداس الإلهي أمام آلاف الحجاج المجتمعين في ساحة القديس بطرس خلال الإحتفال بيوبيل العائلات، والأطفال، والأجداد، وكبار السن، يوم الأحد 1 حزيران 2025.
وخلال حديثه إلى عائلات من نحو مئة وعشرين دولة في صباح يوم مشمس بروما، أكد البابا على الدور الأساسي للعلاقات العائليّة في خطة الله الخلاصيّة، مستندًا على النص الإنجيلي لصلاة يسوع الكهنوتيّة في العشاء الأخير.
وقال "أيها الأعزاء، نحن قبلنا الحياة قبل أن نريدها. فمنذ ولادتنا كنّا بحاجة إلى الآخرين لنعيش، لأنّنا لم نكن لنتمكّن من ذلك وحدنا: آخَر، غيرنا، هو الذي خلّصنا، واهتمّ بنا، بجسدنا وبروحنا. إذًا، نحن كلّنا أحياء بفضل علاقة، أي بفضل رابط إنسانيّ حرّ ومُحرِّر، واهتمام متبادل".
وقام قداسة البابا لاون الرابع عشر بجولة مطولة في الساحة بسيارته البابوية قبيل القداس، حيث بارك الأطفال وحيّا حشود العائلات التي سافرت إلى روما لحضور هذا الحدث الهام في سنة الرجاء المقدّسة 2025.
أكد البابا لاون الرابع عشر في عظته أن الزواج "إنّ الزّواج ليس مجرّد مثال ونموذج، بل هو معيار الحبّ الحقيقيّ بين الرّجل والمرأة: حبّ كامل، وأمين، وخصب (راجع القدّيس البابا بولس السّادس، الرّسالة البابويّة العامّة، الحياة البشريّة، 9). فهذا الحبّ، إذ يجعلكما جسدًا واحدًا، يجعلكما أيضًا قادرَين على إعطاء الحياة على صورة الله".
وقدّم البابا العديد من المتزوجين كقدوة لعالم اليوم، ومنهم القديسان لويس ووزيلي مارتن، والدي القديسة تريزا الطفل يسوع. كما أشار إلى عائلة أولما البولندية، "حيث اتحد الآباء والأبناء في المحبة والشهادة" خلال الحرب العالمية الثانيّة.
وقال "بالإشارة إلى الأزواج بكونهم شهودًا مثاليين على الإيمان، الكنيسة تقول لنا إنّ عالم اليوم بحاجة إلى العهد الزّوجي، لكي يعرف ويقبل محبّة الله، ويتغلّب على القوى التي تُفكّك العلاقات والمجتمعات، بقوّتها التي توحِّد وتصالح".
وقدّم البابا توجيهات محدّدة لمختلف الأجيال الحاضرة في الاحتفال. فقد أوصى الآباء بأن يكونوا لأبنائهم "مثالًا في الانسجام والصّدق، وأن يتصرّفوا كما يريدون أن يتصرّفوا هم، فيربّوهم على الحريّة بالطاعة، وأن يسعوا دائمًا إلى الخير فيهم، وإلى الوسائل الكفيلة لنموّهم".
كما تلقى الأطفال توصيات البابا "بإظهار الامتنان لوالديهم"، مشيرًا إلى أن قول "شكرًا" كل يوم "هو أول طريقة لإكرام الأب والأم". وأوصى الأجداد وكبار السن بأنّ "يسهروا على أحبّائهم، بحكمة ورأفة، وبالتواضع والصّبر، اللذين تعلّمهما السنوات".
ثم أكد البابا على دور العائلة في ترسيخ الإيمان، مشيرًا إلى أنّه "في العائلة، يُنقل الإيمان مع الحياة، من جيل إلى جيل: تتمّ المشاركة فيه كما تتمّ المشاركة في طعام المائدة ومحبّة القلب. وهذا ما يجعل العائلة مكانًا مميّزًا للّقاء بيسوع".