موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ٢٧ ابريل / نيسان ٢٠٢٣
الرئيس الصيني يجري أول اتصال بنظيره الأوكراني منذ بدء الحرب
ويؤكد دعمه "السلام والتفاوض"

أ ف ب :

 

في اتصال بينهما الأربعاء هو الأول منذ بدء الغزو الروسي مطلع العام الماضي، أكد الرئيس الصيني شي جينبينغ لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وقوف بكين الدائم في صف "السلام"، وحضه على اعتماد "التفاوض" سبيلا لحل النزاع.

 

والتزمت الصين بشكل عام موقفا محايدا في الحرب منذ اندلاعها في شباط 2022، إلا أن علاقتها بروسيا شهدت تقاربا في الأشهر الماضية، ما أثار خشية الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا من أن تقدم بكين دعما عسكريا لموسكو.

 

وخلال زيارة إلى روسيا في آذار، لقيت انتقادات غربية واسعة النطاق، شدد شي على أن الصين تدعم "تسوية سلمية" للنزاع في أوكرانيا، على الرغم من أن بلاده ما زالت تمتنع عن إدانة هجوم روسيا على أراضي جارتها الغربية.

 

وأبلغ شي زيلينسكي الأربعاء أنه "فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية، لطالما وقفت الصين إلى جانب السلام، وموقفها الأساسي هو تعزيز محادثات السلام"، وفق قناة "سي سي تي في" الصينية الرسمية. واعتبر شي جينبينغ أن "الحوار والتفاوض" هما "المخرج الوحيد" للنزاع الذي دخل عامه الثاني، مشددا على أن بلاده لا تبحث عن تحقيق "مكاسب" في هذه "الأزمة" التي تعد من الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

من جهته، دعا زيلينسكي إلى "دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية".

 

ورحبت واشنطن، أكبر الداعمين لكييف في الحرب الروسية، بالاتصال بين الرئيسين، وإن حاذرت في البناء عليه. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "نرحب بالأنباء عن اتصال بين الرئيسين شي وزيلينكسي. نعتقد أن هذا الأمر جيد". وأضاف: "لا أعتقد أننا نعرف حتى الآن ما إذا كان ذلك سيؤدي إلى نوع من تحرك سلام ذي مغزى أو خطة أو مقترح".

 

ورحب الاتحاد الأوروبي في بيان بمحادثات شي وزيلينسكي وبـ"فتح قنوات الاتصال" بين البلدين.

 

كذلك أعربت فرنسا عن ترحيبها بالاتصال. وقال مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم ذكر اسمه، إن باريس "تشجع كل حوار" يمكن أن "يساهم في حل النزاع"، بشرط أن يكون "متماشيا مع المصالح الأساسية لكييف" والقانون الدولي.

 

وفي أعقاب الاتصال الصيني الأوكراني عالي المستوى، اتهمت موسكو كييف بـ"تقويض مبادرات السلام" ورفض الحوار. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن "السلطات الأوكرانية وداعميها الغربيين أظهروا قدرتهم على تقويض مبادرات السلام"، مؤكدة أنها "أحيطت علما" برغبة الصين في "السعي لإقامة عملية تفاوض" بين روسيا وأوكرانيا.

 

وانتقدت الخارجية الروسية كييف "لرفضها أي مبادرة معقولة تهدف إلى تسوية سياسية ودبلوماسية للأزمة".

 

 

تعزيز العلاقات

 

وشدد شي جينبينغ على أن الصين "لن تقوم بمراقبة النيران من الجانب الآخر، ولن تقوم بصب الزيت على النار، أو حتى الاستفادة من الأزمة لتحقيق مكاسب". ولم ترشح تفاصيل كثيرة عن مضمون الاتصال، لكن زيلينكسي أكد أنه أجرى "محادثة هاتفية طويلة ومهمة مع الرئيس الصيني"، مشيرا إلى أنه دعا إلى "دفع قوي في تنمية العلاقات الثنائية" بين كييف وبكين.

 

وأكد المتحدث باسم زيلينسكي سيرغي نيكيفوروف، أن الرئيسين أجريا "محادثة هاتفية استمرت ساعة تقريبا".

 

وأوضحت الخارجية الصينية أن الاتصال تم بمبادرة من أوكرانيا، وهو الأول بين الرئيسين منذ تموز/يوليو 2021، علما بأن شي جينبينغ تعرض لانتقادات أوكرانية وغربية متكررة، على خلفية عدم تواصله مع زيلينسكي منذ بدء الحرب، على عكس ما يفعل مع بوتين.

 

وبعد الاتصال، أعلن زيلينسكي تعيين وزير سابق سفيرا لدى الصين، بحسب مرسوم صادر عن الرئاسة، وكان هذا المنصب شاغرا منذ شباط 2021. وكتب على تويتر: "اعتبر أن هذا الاتصال، بالإضافة إلى تعيين سفير أوكرانيا لدى الصين، سيعطي دفعة لتطوير علاقاتنا الثنائية". وأكد مسؤول في الرئاسة صحة التغريدات عبر حساب زيلينسكي.

 

وأعلنت الصين أيضا أنها سترسل "ممثلا خاصا عن الحكومة الصينية، مسؤولا عن الشؤون الأوروبية الآسيوية، إلى أوكرانيا ودول أخرى، لإجراء محادثات معمقة مع جميع الأطراف، من أجل تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".