موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر الخميس، ٧ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢٣
الحرب في السودان تصبح أكثر تعقيدًا حيث قررت الأمم المتحدة سحب بعثتها في البلاد

فيديس :

 

أصبحت الحرب في السودان بين الجيش النظامي بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروفة باسم حميدتي، ذات بعد عرقي. تظل مدينة الخرطوم، عاصمة السودان، والمنطقة الغربية من دارفور، نقطة ارتكاز الصراع حيث اصطفت الميليشيات التي ظلت محايدة حتى الآن لمواجهة قوات الدعم السريع.

 

أما بالنسبة للخرطوم الكبرى (التي تضم مدن الخرطوم وأم درمان وبحري)، فقد أدى القتال العنيف للسيطرة على القواعد العسكرية وغيرها من المواقع الاستراتيجية مثل الجسور فوق نهر النيل إلى عزل أحياء بأكملها، مما أدى إلى نقص خطير في الغذاء والماء والكهرباء.

 

ويستمر نزوح المدنيين، وتؤدي الأوبئة المتعددة، بما في ذلك الإسهال والكوليرا والحصبة وحمى الضنك والملاريا، إلى زيادة تفاقم الوضع الإنساني غير المستقر في السودان، والذي وصفته المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأنه "لا يمكن تصوره".

 

وفي دارفور، أدت السياسة التي تنتهجها قوات الدعم السريع، وهي وريثة الجنجويد سيئة السمعة، وهي المليشيات الخيالة التي استخدمتها حكومة الخرطوم آنذاك لقمع الاحتجاجات المحلية، إلى إحياء مخاوف الجماعات العرقية غير العربية من احتمال وقوعهم ضحايا للتطهير العرقي.

 

ويتركز الاهتمام على عاصمة ولاية شمال دارفور، مدينة الفاشر، وهي المنطقة التي لا تزال محل نزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأعلنت القوة المشتركة للحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام في 2 كانون الأول الماضي، نشر قوات في المنطقة كإجراء وقائي لحماية المدنيين من التهديدات المحتملة. ويتزامن هذا الانتشار مع عودة فرقة كبيرة من مقاتلي دارفور من ليبيا.

 

وإذا اندلعت اشتباكات بين كل هذه الجهات في الفاشر، فسيكون الجيش النظامي هو المستفيد الوحيد من هذا الوضع المعقد. وستواجه قوات الدعم السريع عددًا كبيرًا من الجماعات المتمردة وقد تضطر إلى حشد المزيد من القوات من جبهات أخرى في هذه المنطقة. وإذا اندلع مثل هذا الصراع، فإن المدنيين هم من سيدفعون الثمن، وخاصة أولئك الذين ينتمون إلى مجتمع الزغاوة وغيرهم من المجتمعات النازحة غير العربية التي تحاول هذه التحالفات الجديدة حمايتها. وهذا ما يجعلنا نفهم التصريحات العدائية للجنرال عبد الفتاح البرهان الذي هدد قوات الدعم السريع ومؤيديها بـ"تدميرهم وإلقائهم في مزبلة التاريخ".

 

وفيما يتعلق بتطورات مفاوضات جدة التي ترعاها السعودية والولايات المتحدة، جدد البرهان إصراره على ضمان انسحاب قوات الدعم السريع من مناطق الحرب، وقال إن أي اتفاق دون هذه النتيجة سيكون غير مقبول: "لقد تفاوضنا بكل حماس منفتحين لتحقيق ذلك السلام. لكن المفاوضات التي لا تلبي رغبات الشعب السوداني غير مقبولة".

 

ورحب البرهان أخيرًا بقرار مجلس الأمن الدولي إنهاء مهمة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم الفترة الانتقالية في السودان، لكنه حذر أيضًا الممثل الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، رمضان لعمامرة، قائلا: "نحن لا نرفض التعاون مع الأمم المتحدة، لكننا بحاجة إلى مهمة محايدة لمساعدتنا في استعادة الأمن والاستقرار في السودان".