موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٣ أغسطس / آب ٢٠٢٥
البطريرك ميناسيان للإعلاميين: كونوا جسور سلام ووحدة للرجاء والعطاء

رافي سايغ :

 

أقام كاثوليكوس بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك، البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرين ميناسيان، عشاءً تكريميًا للصحافة اللبنانية في بطريركية الأرمن الكاثوليك، شارك فيه حشد من الإعلاميين العاملين في الوسائل المكتوبة والسمعية والبصرية والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

 

وخلال العشاء، ألقى البطريرك ميناسيان كلمة قال فيها: "إنّ تاريخ الكنيسة الأرمنية عريق في التاريخ اللبناني، وتمتد جذورها منذ قرون مضت في جبال كسروان، مشرعة أبوابها لكل من قصدها من أيام المجاعة إلى مراحل الخلافات الداخلية والخارجية زارعة السلام والألفة بين أولادها. ومن قلب هذا التاريخ، نلتقي اليوم ونحن نستعد للاحتفال بتقديس الطوباوي الشهيد المطران إغناطيوس مالويان في 19 تشرين الأول في حاضرة الفاتيكان، حيث سيترأس قداسة البابا لاون الرابع عشر المراسم".

 

وتابع معبّرًا عن شكره للإعلاميين: "تواجدنا معًا اليوم في هذا الصرح المبارك هو فرصة فريدة لي لأعبّر عن شكري وامتناني العميقين على مشاركتكم وخدمتكم منذ يوم وصول جثمان خادم الرب المثلث الرحمات الكردينال أغاجانيان. أشكركم من أعماق قلبي لتلك اللحظة التي تجاوبتم بها وأبرزتموها أمام الأمم، تعبيرًا عن محبتكم ووحدتكم للبنان، البيت والوطن الواحد، الذي يحتضن جميع الأطياف ويوحدهم كعائلة واحدة لا يفرقهم ضغن أو خلاف. في ذاك اليوم شعرنا وعشنا الوطنية الحقيقية معًا، ولقاؤنا اليوم هو مناسبة ثانية لنعيد الكرة ونبرهن عن وحدتنا في وطننا الحبيب لبنان، وفرصة لنجدد محبتنا وعطائنا له".

 

وأكد "لا ننكر وجود انشقاقات أو حزبيات تفرقنا وتشتت أفكارنا أو تبعدنا عن طريق الوحدة والوطنية الصادقة، فنعيش أحيانًا بجوار بعضنا البعض وليس مع بعضنا البعض. ومع ذلك، تبقى روح الوطنية الصادقة الغالبة على جميع أنواع المصالح الضيقة في أراضي هذا الوطن العزيز. لا أنكر ضرورة السياسات، لكن يجب أن تصب جميعها لمصلحة الوطن والمواطنين. فعندما نتسّيس نفقد المصلحة العامة. أنتم أصحاب الكلمة وكلمتكم تخترق كل الحواجز لتصل إلى قلوب الناس، وتثمر إما في التمسك بالوطن أو في عيش تجربة الرحيل والهجرة حيث يخسر الوطن مواطنيه".

وأضاف: "رجائي أن تكونوا جسور سلام ووحدة للرجاء والعطاء بين أبناء الوطن الواحد، بغض النظر عن انتمائهم الطائفي أو الديني أو السياسي لأنّنا جميعًا أبناء وطنٍ ذي رسالة تحت راية الأرز الخالد. حبذا أن يكون هذا الرجاء رسالتكم في قلب الوطن كينبوع للرجاء والعطاء، وليس للقنوط واليأس".

 

وختم البطريرك قائلاً: "أودّ أن أعبّر من جديد، باسمي الشخصي وباسم بطريركية الأرمن الكاثوليك، عن شكري العميق لكل محطة ولكل وسيلة، ولكل من تعب واجتهد، ولكل من أسهم بصمت أو ظهور، ولكل من حمل الكلمة في قلبه قبل أن يكتبها على الورقة أو ينقلها على الشاشة. أنتم السلطة الرابعة وشركاؤنا في إرساء رسالة السلام، وركن أساسي في بناء مجتمع يقوم على الحق والعدالة والمحبة. صلاتنا أن يبارك الرب أعمالكم، وأن تبقوا منارة للحق وصوتًا صارخًا للضمير الحيّ. لتكن رسالتكم علامة للحوار البناء، وللسلام الصادق، وعنوانًا للوحدة في وطننا الحبيب لبنان".