موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٢٧ مايو / أيار ٢٠٢٣
البطريرك بيتسابالا: العنصرة تكشف عن الدعوة الأساسيّة للكنيسة الأم في القدس
خلال صلاة مسكونيّة في القدس من أجل السلام
تصوير: إعلام البطريركية اللاتينية

تصوير: إعلام البطريركية اللاتينية

أبونا :

 

قال البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، إنّ "مهمتنا الأولى هي بناء السلام.. ففي مدينتنا القدس التي تتميّز بالكثير من الألم والانقسام، علينا أن نكون كنيسة المسيح المخلصة لدعوتها، وأن نتمكّن من بناء فرص للسلام واللقاء، ووضع الحد للنزاعات، حتى لو اضطررنا إلى البدء من جديد مرارًا تكرارًا"، مشيرًا إلى أنّ "هدفنا لا يكمن في تحقيق نتيجة ما، أو أن نكون ناجحين في مساعينا، ولكن ببساطة أن نعبّر في حياتنا عن محبة الله التي زرعها فينا بالروح القدس".

 

وخلال مشاركته في صلاة مسكونيّة من أجل السلام، أقيمت في كنيسة الشهيد اسطفانوس بمدينة القدس، عشية عيد العنصرة، شدّد غبطته بأنّه "لا يمكن تحقيق الوحدة إذا لم نغفر، لأن المغفرة تحقّق العدالة"، لافتًا إلى أنّ هذا الأمر ينبع من "تجربتنا كأشخاص مخلّصين، وكأشخاص أصبحوا بالفعل خليقة جديدة من خلال لقائنا بالمسيح القائم من بين الأموات".

 

وقال: "لا أعلم إن كانت كنيسة القدس تعيش هذه الرسالة وتحقق دعوة الله لها، بأن تحب بعضها البعض، وتعمل في سبيل السلام وبناء العدالة، التي لا تتحقق إلا من خلال التسامح وعيش فرح القيامة. لكنني على يقين أنّ النار التي اشتعلت في قلوب التلاميذ قبل ألفي سنة ما زالت تشتعل في الكنيسة، وأنه على الرغم من خطايانا وتقصيرنا، لن تتوقف أبدًا عن أن تكون مصدرًا للفرح والسلام والغفران هنا وللعالم أجمع".

 

 

التفاهم المتبادل والوحدة في التنوّع

 

وأشار البطريرك بيتسابالا إلى أنّه في يوم العنصرة ولدت الكنيسة في القدس، عندما أفاض الله روحه علينا وجعلنا واحدًا، بالتالي على الكنيسة أن تتذكر دائمًا هذه الحادثة كي تبقى وفية للتعليم الذي تلقنته، وأن تكون مكانًا تلتقي فيه السماء والأرض، لتحقق مشيئة الله للبشرية جمعاء"، موضحًا بأنّ عيد العنصرة "يكشف عن الدعوة الأساسيّة للكنيسة الأم في القدس. وعندما أقول كنيسة القدس لا أقصد طائفة معينة بل الجميع على اختلاف انتماءاتنا وتقاليدنا التي تشكّل كنيسة المسيح الواحدة".

 

وقال: "نحتفل اليوم هنا في القدس، ونحن ننتمي إلى ثقافات وتقاليد وطقوس وهويات مختلفة. بمعنى آخر، نحن كمثل مدينة القدس في سفر أعمال الرسل عند حلول الروح القدس، مع تغيّر أسماء الدول واللغات والإنتماءات (را. أع 2: 9-11). لذا من واجبي كمسيحي في القدس أن نعيش التفاهم والوداعة المتبادلة، والتي تعتبر من ثمار الروح القدس. فإن أخطاء الماضي جعلتنا معاديين لبعضنا البعض".

 

تابع: إنّ وجود الكنائس المختلفة والطقوس المتعددة وتعدد التنوع في المواهب في كنيسة القدس، يشكل الهوية المسيحية للمدينة المقدسة. لأننا لو كنا متشابهين، لكنا مثل بابل (را. تك 1:11)، وليس مثل مدينة القدس في سفر أعمال الرسل، مشيرًا إلى أنّ الصلاة المسكونيّة هي تعبير "عن رغبتنا والتزامنا بأن تستمرّ كنيسة القدس في الإعلان أنّ المسيح هو الرب، وأن نعلن هذا السرّ العجيب بطرق ولغات وتعبيرات مختلفة، بروحٍ توحدنا وتضرم في قلوبنا الوحدة والتفاهم".