أيها الأعزاء،

تحيّة في الرّب يسوع وبعد،

أتوجّه برسالتي هذه إلى أبنائنا وبناتنا الروحيين في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، حيث الاستحقاقات الدستوريّة بإجراءات الانتخابات النيابية على الأبواب.

يسعى الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظّم إلى تحديث الحياة السياسيّة والمضي قدمًا في تعزيز الحياة الحزبيّة، رغم كلّ التحديات المختلفة المحيطة في المملكة. إنّ هذه الرؤية تتطلّب تضافر الجهود ومشاركة الجميع في إنجاح هذه المسيرة والتي من شأنها تعزيز المنجزات والبناء لمستقبل أفضل.

إنّ مشاركة الأردنيين المسيحيين في الحياة العامّة، والتعبير عنها في هذه الفترة من خلال المشاركة الفاعلة في عملية التصويت في الانتخابات النيابيّة يوم 10 أيلول 2024، لها أهميّة كبرى، كون الأردن يخطو بشجاعة نحو التحديث والإصلاح.

إنّ مواطنتنا الصالحة لا تنشد الحقوق وتعزف عن تتميم الواجبات، فتاريخ الأردنيين المسيحيين المشرّف في بناء مجتمعاتهم يحتّم عليهم الاستمرار في المساهمة النشطة والمشاركة الحقيقة في تعزيز دور المؤسّسات الدستوريّة وإثراء التعدديّة المتناغمة في المجتمع.

قال يسوع لتلاميذه: "أنتم ملح الأرض.. أنتم نور العالم" (متّى 5: 13-14)، وهذا يعني أن يكون تلميذ المسيح في خدمة غيره، فالملح ليس لذاته، ولا النور يضيء لنفسه. فرسالتنا أن نكون –حيث ارادنا الله- نورًا وملحًا من أجل الخير العام، ممتلئين برجاء حيّ، وبإيجابيّة تصنع التغيير لخير الإنسان.

ندعو الله أن يحفظ الأردن قويًّا منيعًا تحت ظل قيادة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وولي عهده الأمين سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني.