موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٦ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٥
البابا يدعو مجلس شباب المتوسط ليكونوا علامات رجاء

أبونا :

 

قال البابا لاون الرابع عشر، يوم الجمعة 5 أيلول 2025، لأعضاء مجلس شباب البحر الأبيض المتوسط، إنهم يشكّلون برهانًا على أنّ "الحوار ممكن، وأن الاختلافات مصدر غنى لا سبب صراع، وأن الآخر يبقى دومًا أخًا أو أختًا لنا، لا غريبًا أو عدوًا".

 

ويضمّ المجلس ممثلين عن الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وقد تأسّس بمبادرة انطلقت من لقاء أساقفة ورؤساء بلديات دول المتوسط الذي عُقد من 23 حتى 27 شباط 2022 في فلورنسا، انطلاقًا من القناعة بأن هذا البحر يجب عليه أن يكون فضاء لقاء وأخوّة، ومهد حياة لا مقبرة للموتى، بهدف إفساح المجال أمام الشباب لإسماع صوتهم وإطلاق مبادرات في إطار الحوار مع السلطات المدنيّة.

 

مشروع وعلامة

 

قال البابا إنّ المجلس هو "مشروع وعلامة" في آنٍ واحد. وأوضح أنّ المشروع الذي أوكله البابا فرنسيس لكنائس المتوسط يتمثّل في "إعادة بناء الروابط التي تفكّكت، وإعادة إعمار المدن التي دمّرها العنف، وإقامة حدائق مزهرة حيث لم يبقَ سوى أراضٍ قاحلة، وإعادة الرجاء إلى من فقده، وتشجيع المنغلقين على أنفسهم على ألا يخافوا من إخوتهم وأخواتهم".

 

أمّا العلامة، تابع البابا مخاطبًا الشباب، "أنتم علامة جيل لا يقبل ما يحدث بدون نقد، لا يُبعد أنظاره، ولا ينتظر الآخرين ليخطوا أولاً، بل يبادر بنفسه. أنتم جيل يتطلّع إلى مستقبل أفضل ويختار أن يساهم في بنائه. أنتم علامة عالم لا يرضخ للمبالاة بل يشمّر عن ساعديه ليحوّل الشر إلى خير".

علامات رجاء ومعلنو الإنجيل

 

ودعا الأب الأقدس أعضاء المجلس إلى أن يظلّوا علامات للرجاء الذي لا يخيِّب والمتجذر في محبّة المسيح، من خلال الشهادة ليسوع المسيح، وإعلان إنجيله، ولاسيما في منطقة البحر الأبيض المتوسط التي انطلق من ضفافها التلاميذ الأوائل.

 

وأكد أنّ مستقبل المؤمنين لا يُبنى على الجدران أو الأسلاك الشائكة، بل على القبول المتبادل المتجذّر في الإرث الروحي العظيم الذي وُلد في المنطقة. وشدّد على ضرورة نبذ كل أشكال التجديف الذي يُسيء إلى اسم الله عبر استغلال الدين لتبرير العنف والصراعات المسلحة.

زارعو سلام ووحدة

 

وقال: "نحن مدعوون إلى تعزيز الصلاة والروحانية كينبوع سلام ونقاط تلاقي بين التقاليد والثقافات".

 

واختتم البابا كلمته بمناشدة مؤثرة لأعضاء المجلس، قائلاً: "لا تخافوا! كونوا بذور سلام حيثما تكبر بذور الكراهية والضغينة، وكونوا نسّاجي وحدة حيث يسود الانقسام والعداوة. كونوا صوت من لا صوت له دفاعًا عن العدالة والكرامة، وكونوا نورًا وملحًا حيثما يطفأ شعلة الإيمان وحس الحياة. ولا تيأسوا إن لم يفهمكم البعض".