موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٣٠ سبتمبر / أيلول ٢٠٢٢
البابا: هدر الطعام يعني هدر الأشخاص

فاتيكان نيوز وأبونا :

 

بمناسبة اليوم الدولي للتوعية بالفاقد والـمُهدَر من الأغذية، والذي يحتفل به في التاسع والعشرين من أيلول من كلّ عام، وجّه البابا فرنسيس رسالة إلى رئيس منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، السيد شو دنيو، دعا فيها الجميع إلى إعادة توجيه أنماط حياتنا بطريقة واعية ومسؤولة، لضمان عدم إهمال أي شخص، وحصول الجميع على الطعام، كمًّا ونوعًا.

 

وقال: إنّ فقدان الطعام، أو هدره، هما أمران مؤسفان حقًا، لأنها يقسمان الإنسانيّة بين أولئك الذين لديهم الكثير، وأولئك الذين يفقترون إلى الأساسيّات، لأنها تزيد من عدم المساواة، وتوّلد الظلم، وتحرم الفقراء مما يحتاجون إليه للعيش بكرامة، مشدّدًا على أهميّة "أن نجمع لكي نعيد التوزيع، لا أن ننتج لكي نهدر". وقال: "لقد قلت ذلك في الماضي، ولن أتعب من تكراره: هدر الطعام يعني هدر الأشخاص".

 

 

ثقافة الإقصاء

 

وأوضح بأنّ استخدام الطعام بطريقة غير مناسبة، أو إهداره، فإنّنا نكون تحت رحمة "ثقافة الإقصاء"، والتي "تظهر عدم الاهتمام بما له قيمة أساسيّة. وبالتالي، إذ نعرف أن العديد من البشر لا يمكنهم الحصول على الغذاء الكافي أو على الوسائل للحصول عليه، وهو حق أساسيّ لكلّ شخص، أن نرى الطعام مُلقى في سلة المهملات، أو يفسد بسبب غياب الموارد اللازمة لإيصاله إلى الأشخاص، هو أمر مخجل ومقلق حقًا.

 

أضاف: إزاء "مفارقة الوفرة"، التي شجبها القديس يوحنا بولس الثاني لثلاثين سنة خلت، "يجب على المجتمع الدولي بأسره أن يتحرّك". الحقيقة هي أن "هناك ما يكفي من الغذاء في العالم لكي لا ينام أحد بمعدة فارغة!، والموارد الغذائية المنتجة وفي الواقع، هي أكثر من كافية لإطعام ثماني مليارات شخص، ومع ذلك لم يتم القضاء على الجوع بعد.

 

 

المضاربات الغذائيّة

 

تابع: إن ما ينقصنا هو العدالة الاجتماعيّة، أي الطريقة التي يتم بها تنظيم إدارة الموارد وتوزيع الغنى. لا يمكن للطعام أن يكون موضوع مضاربات. لأن الحياة تعتمد عليه. وإنه لعار أن يشجع المنتجون الكبار النزعة الاستهلاكية القهرية لكي يغتنوا، حتى بدون أن يأخذوا بعين الاعتبار الاحتياجات الحقيقية للبشر. ولذلك يجب وقف المضاربات الغذائية! يجب أن نتوقف عن التعامل مع الطعام كورقة مساومة للقلة القليلة. وعلينا أن نتوقف أيضًا عن استغلال الأرض بجشع وإساءة معاملتها وتدميرها بسبب إفراطنا الاستهلاكيّ.

 

وقال: لا يمكننا في هذا الموضوع المهم أن نكتفي بتمارين بلاغية ينتهي بها الأمر إلى تصريحات لا تتحقق بسبب النسيان أو الخساسة أو الجشع. لقد حان الوقت لكي نعمل بإلحاح ومن أجل الخير العام. ومن الملحِّ أن تجيب الدول والشركات الكبرى المتعددة الجنسيات والجمعيات والأفراد –جميعها، بدون استثناء– بشكل فعال وصادق على صرخة الجياع المفجعة الذين يطالبون بالعدالة.