موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
استقبل البابا فرنسيس، الجمعة 10 كانون الثاني، أطفال مرضى يعالجون في مستشفى الأورام وأمراض الدم للأطفال في مدينة فروتسواف البولندية، يرافقهم آباؤهم وأمهاتهم ومسؤولو المستشفى والعاملون فيه.
في بداية كلمته، أعرب البابا فرنسيس عن سعادته لتمكنهم من القيام بهذا الحج خلال السنة اليوبيلية التي تتمحور حول الرجاء، لافتًا إلى أنّه وحين كان قادمًا لهذا اللقاء شعر بفرح في قلبه، "حيث تتوفر لدينا إمكانية أن نهب الرجاء والمحبة بشكل متبادل أحدنا للآخر".
ومتوجهًا إلى المرضى الصغار، قال قداسته: إنّ هناك سببًا آخر لهذا الفرح، ألا وهو كونهم علامة رجاء. وأضاف أن هذا ينطلق من ثقته بأن يسوع هو حاضر فيهم، وحيثما يوجد يسوع يكون هناك الرجاء الذي لا يُخيِّب. وقال: لقد حمل يسوع على عاتقه، انطلاقًا من المحبة معاناتنا، وهكذا فيمكننا نحن أيضا بفضل محبته أن نتحد معه خلال المعاناة.
وأشار إلى كون هذا دليلاً على الصداقة. وقال إنّ الأطفال يعلمون أنه حين تكون هناك صداقة حقيقية فإن فرح الآخر يصبح فرحي أنا أيضًا، وألمه يصبح ألمي. وذكّر هذا السياق بما قال يسوع لتلاميذه: "لا أَدعوكم خَدَمًا بعدَ اليَوم لِأَنَّ الخادِمَ لا يَعلَمُ ما يَعمَلُ سَيِّدُه. فَقَد دَعَوتُكم أَحِبَّائي". وأضاف البابا قائلا للصغار إنهم هم أيضا أحباء يسوع، أصدقاؤه، ويمكنهم أن يتقاسموا معه الفرح والألم.
ثم تحدث قداسته إلى الأطفال عما وصفه بدليل آخر على صداقة يسوع معهم، ألا وهو محبة الوالدين وحضورهم المستمر، والابتسامة اللطيفة والحنونة للأطباء والممرضين الذين يعالجونهم ويعملون من أجل تحسين صحتهم، وكي لا تفقدوا أحلامكم وآمالكم.
وقال للصغار إنه هو أيضًا يعتبرهم أصدقاء ويسألهم بالتالي أن يساعدوه في خدمة الكنيسة، وذلك بأن يجعلوا أحيانًا صلاتهم ومعاناتهم على نية البابا، وشَكرهم على هذا. ودعا قداسته الأطفال إلى الصلاة معه، من أجل هؤلاء الأطفال، وهم كثيرون مع الأسف، الذين لا تتوفر لديهم إمكانية تَلَقي العلاج، وتحدث هنا عن الأطفال المرضى أو الجرحى حيثما لا تتوفر الأدوية ولا توجد مستشفيات ولا أطباء وممرضون.
وفي ختام كلمته، أراد البابا فرنسيس توجيه الشكر للمرضى الصغار على زيارتهم هذه واصفًا إياهم بالشجعان، وأضاف أنهم يصبحون هكذا شهودًا للرجاء لنا نحن الكبار وأيضًا لأترابهم. ووجه الشكر كذلك إلى جميع مَن يرافقون الأطفال في هذه الزيارة، مشيرًا إلى منظمي هذا الحج والأطباء والممرضين والكاهن، وخص بالذكر الوالدين واصفًا إياهم بحجاج رجاء مع أبنائهم.