موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ١٤ أكتوبر / تشرين الأول ٢٠٢٢
البابا في يوم الأغذية العالمي: في عالم يشهد حربًا لنضع الأخوّة في المقام الأول

أبونا :

 

انضم البابا فرنسيس للاحتفال في يوم الأغذية العالمي 2022 برسالة وجهها إلى مدير منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، شو دنيو، أشار فيها إلى ضرورة القضاء على الجوع مع الأخذ في عين الاعتبار بأنّ الناس ليسوا أرقامًا، داعيًّا إلى تجسيد قيم الإنسانيّة والتضامن في العلاقات الدوليّة.

 

وتحيي الأسرة الدوليّة يوم الأغذية العالميّ، في 16 تشرين الأوّل 2022، تحت عنوان: "لا تتركوا أحدًا خلف الركب". وتوضح الأمم المتحدة في بيانها "بأننا نشهد في سنة 2022 جائحة مستشرية، وصراعات، ومناخًا يزداد احترارًا، وارتفاعًا في الأسعار وانعدام المساواة وتوترات دولية. ويؤثر هذا كلّه في الأمن الغذائيّ العالميّ. يتعيّن علينا بناء عالم مستدام يمكن فيه للجميع، وفي كل مكان، الحصول بانتظام على ما يكفي من الغذاء المغذي. وينبغي ألا نترك أي أحد خلف الركـب".

 

هذا وأشار البابا فرنسيس في رسالته إلى موضوع يطرح العديد من التحدّيات، ولا سيما اليوم، حيث "للأسف، نحن نعيش أيضًا في سياق حرب، يمكننا أن نصفه بأنّه "حرب عالمية ثالثة". ولفت إلى أن احتفال هذا العام يأتي في وقت تحتفل فيه الوكالة الأمميّة بمرور 77 عامًا على إنشائها من أجل الاستجابة لاحتياجات العديد من الأشخاص الذين يُثقل عليهم الفقر والجوع في سياق الحرب العالمية الثانيّة.

 

لا نترك أحدًا وراءنا

 

وأشار الحبر الأعظم إلى أنه في ضوء السياق الحالي، فإنّ اليوم العالميّ للأغذية، والذي يدعو إلى "إنتاج أفضل، وتغذية أفضل، وبيئة أفضل وحياة أفضل للجميع"، لن يكون بإمكانه معالجة العديد من الأزمات التي تؤثّر على البشريّة "إذا لم نعمل نعمل ونسير معًا، بدون أن نترك أحدًا وراءنا".

 

وشدّد على أنّ هذا يتطلب، أولاً وقبل كل شيء، أن نرى الآخرين على أنهم إخواننا وأخواتنا، كأعضاء يشكّلون عائلتنا البشريّة، والذين تؤثّر معاناتهم واحتياجاتهم علينا جميعًا. واقتبس قداسته من رسالة بولس الرسول: "فإذا تألم عضو تألمت معه سائر الأعضاء" (1 كور 12: 26).

حلول عادلة ودائمة

 

ولفت إلى أهميّة الإطار الاستراتيجي للمنظمة للسنوات العشرة المقبلة، والذي يهدف إلى المساهمة في القضاء التام على الجوع وسوء التغذية. وقال: يجب ألا تكون هذه المشاريع مجرد استجابة لأوجه القصور الظرفية أو المناشدات الطارئة، إنما عليها أن تهدف إلى حلول عادلة ودائمة.

 

وقال: من الأهميّة أن نعيد التأكيد على الضرورة الملّحة لمعالجة مشكلة الفقر التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بنقص التغذية الملائمة، على جميع المستويات. ودعا جميع المشاركين في الجهود الدوليّة إلى عدم إغفال حقيقة أنّ "محور أيّة استراتيجيّة هو الناس، الذين لديهم قصص ووجوه ملموسة، ويعيشون في أماكن معينة، وليسوا أرقامًا أو بيانات أو إحصاءات التي لا تنتهي".

محبّة والتزام

 

ودعا الحبر الأعظم إلى إدخال "فئة الحب" في لغة التعاون الدولي، كما و"لإلباس العلاقات الدوليّة بالإنسانيّة والتضامن، في السعي خلف الصالح العام". وأوضح: "إننا مدعوون لكي نعيد توجيه نظرنا نحو الأساسيّ، نحو ما أُعطي لنا مجانًا، وأن نركّز عملنا على العناية بالآخرين وبالخليقة".

 

وجدّد البابا فرنسيس في رسالته إلى تشو دينو، رئيس منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، التأكيد على التزام الكرسي الرسولي والكنيسة الكاثوليكيّة "بالسير جنبًا إلى جنب مع منظمة الأغذية والزراعة، والمنظمات الحكوميّة والدوليّة التي تعمل لصالح الفقراء".

 

وقال: "إنّنا نقوم بذلك، مع وضع الأخوّة والوفاق والتعاون المتبادل في المقام الأوّل، لكي نكتشف الآفاق التي تعود بالنفع الحقيقي على العالم، ليس اليوم فحسب، وإنما للأجيال القادمة أيضًا". ورافعًا الصلاة إلى الرّب من أجل هذه النيّة، خلص البابا فرنسيس إلى القول: "عالمًا أن كل مخلوق ينال رزقه من يده، وأنّه يبارك أولئك الذين يكسرون الخبز مع الجياع".