موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الخميس، ٦ يونيو / حزيران ٢٠٢٤
البابا في الذكرى الثمانين لإنزال نورماندي: لتفادي اندلاع نزاع عالمي جديد

فاتيكان نيوز :

 

لمناسبة مرور 80 عامًا على إنزال نورماندي، وجه قداسة البابا فرنسيس رسالة إلى أسقف بايو وليزيو المطران جاك ابير أكد في بدايتها وحدته بالفكر والصلاة مع المجتمعين في كاتدرائية بايو لمناسبة الذكرى الثمانين لإنزال قوات الحلفاء. ثمّ توقف عند هذه العملية الجماعية الضخمة التي كانت تهدف إلى استعادة الحرية، لكنه دعا أيضًا إلى التفكير في ثمن هذه الجهود.

 

بالتالي، تطرّق الحبر الأعظم إلى "المقابر الكبيرة التي تصطف فيها الآلاف من قبور الجنود والذين كان أغلبهم صغار السن وكان يأتي الكثير منهم من أماكن بعيدة، والذين شاركوا هكذا بحياتهم ببطولة في الإسهام في إنهاء الحرب العالمية الثانية واستعادة السلام". كما تعيد هذه المناسبة "إلى الأذهان أيضًا بألم تلك المشاهد لمدن كثيرة دُمرت في تلك المنطقة"، داعيًا إلى تذكّر "الأعداد الكبيرة من الضحايا المدنيين الأبرياء وجميع مَن تعرضوا لعمليات القصف الرهيبة".

 

 

لا حروب بعد

 

ولفت إلى أن الإنزال يشير بشكل عام إلى الكارثة المتمثلة في تلك الحرب العالمية الرهيبة التي عانى بسببها الكثير من الرجال والنساء والأطفال والتي أسفرت عن دمار كبير. وقال: سيكون من الرياء أن نتذكّر هذا بدون إدانته ونبذه بشكل نهائي، وبدون تجديد صرخة البابا القديس بولس السادس من منبر الأمم المتحدة في 4 تشرين الأول 1965: "لا حروب بعد". فإنّ تذكر أخطاء الماضي وإن كان لعقود من الزمن قد عزز الرغبة القوية في عمل كل ما يمكن لتفادي اندلاع نزاع عالمي جديد، إلا أننا نشهد اليوم وبأسف أن الأمور لم تعد بهذا الشكل وأن البشر لديهم ذاكرة قصيرة، معربًا عن الرجاء أن تساعدنا هذه الذكرى على استعادة الذاكرة.

 

وأشار إلى أنه من المثير للقلق احتمال أن يؤخذ بعين الاعتبار في بعض الأحيان احتمال اندلاع نزاع عالمي، وأن الشعوب تأخذ في الاعتياد تدريجيا على مثل هذا الاحتمال غير المقبول. وشدد البابا هنا على أن الشعوب تريد السلام والاستقرار والأمن والرخاء، وأضاف أن تدمير هذا النظام النبيل المرجو، من أجل تطلعات ايديولوجية أو قومية أو اقتصادية، هو ذنب أمام البشر والتاريخ وخطيئة أمام الله.

 

وتحدّث البابا فرنسيس عن الصلاة من أجل أن ينير الله قلوب مَن يريدون الحرب ويتسببون فيها ويغذونها، يطيلونها ويستفيدون منها بلامبالاة. وأشار إلى الصلاة من أجل الساعين إلى السلام، مؤكدًا أن التطلع إلى السلام ليس جبنًا بل يتطلب على العكس شجاعة كبيرة، وذكّر بأن الساعين إلى السلام يُدعون أبناء الله حسب كلمات يسوع. وخلص إلى القول: نرفع الصلاة أيضًا من أجل ضحايا الحروب، حروب الماضي وحروب اليوم، كي يقبل الله كل من ماتوا في تلك النزاعات الرهيبة وأن يعضد مَن يعانون منها اليوم.