موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ٣ يونيو / حزيران ٢٠٢٣
البابا: الجمعيات الرسوليّة ليست وكالات لتوزيع الموارد لمن يحتاج إلى مساعدة
بل هي "مدعوة لدعم رسالة الكرازة في الكنيسة، وإلى إنماء الروح الرسوليّة في شعب الله"

أبونا وفاتيكان نيوز :

 

استقبل البابا فرنسيس، صباح السبت 3 حزيران 2023، جمعيات الأعمال الرسوليّة البابويّة المجتمعة بالقرب من روما للمشاركة في جمعيتها العامة السنويّة، حيث دعاها إلى مواصلة عمل يسوع في حمل محبة الرّب ورحمته اللامحدودة للجميع، مع تعزيز الروح الإرساليّة بين شعب الله جميعهم.

 

وذكّر قداسته في خطابه الحاضرين بأنّ "الجماعة المسيحيّة هي بطبيعتها رسوليّة، فقد نال كل مسيحي عطية الروح القدس وهو مدعو لمواصلة عمل يسوع معلنًا للجميع فرح الإنجيل وحاملاً تعزية الإنجيل في الأوضاع المختلفة لتاريخنا الجريح غالبًا.. فمَن يدع محبة المسيح تجذبه فيصبح تلميذًا له يشعر أيضًا بالتوق إلى أن يحمل إلى الجميع الرحمة والشفقة النابعتين من قلب المسيح".

 

 

كل رسالة رسوليّة تنبع من قلب يسوع

 

ودعا البابا فرنسيس الحضور إلى التأمل في كاريزما ورسالة الأعمال الرسوليّة من خلال التأمل في قلب يسوع الرحوم والشفوق، والذي ألهم بولين ماري جاريكو، مؤسّسة مؤسِّسة العمل الرسولي البابوي لنشر الإيمان، والتي أعلنت طوباوية في 22 أيار 2022.

 

وقال: حين نتأمل في قلب يسوع "نكتشف تصميم الله العظيم للبشريّة"، و"حب الآب اللامتناهي".. وهذا ما أظهره لنا يسوع في كل حياته، في الشفقة إزاء الجرحى، في التأثّر أمام الألم، في الرحمة التي مسح بها الخطأة، في فدائه لخطيئة العالم. لقد كشف لنا يسوع قلب الله كقلب أب ينتظرنا دائمًا، يرانا عن بعد ويأتي للقائنا بذراعين مفتوحتين، أب لا يرفض أحدًا بل يقبل الجميع، لا يستثني أحدًا بل يدعو الجميع.

 

أضاف: لقد أُرسلنا كي نواصل هذه الرسالة؛ بأن نكون علامة قلب المسيح ومحبة الآب معانقين العالم كله. وأننا نجد هنا جوهر رسالة الكرازة بالإنجيل، أي بلوغ الجميع حاملين محبة الله اللامتناهية، البحث عن الجميع، استقبال الجميع، تقديم الحياة للجميع بدون استثناء أحد". وقال: "تولد كل رسالة نقوم بها من قلب يسوع، لندعه يجذب الجميع إليه".

 

 

تعزيز الروح الرسوليّة بين جميع شعب الله

 

وشدّد البابا فرنسيس على أنّ دعوة جمعيات الإرساليات البابويّة يجب أن تكون "أدوات لتعزيز حسّ المسؤولية تجاه الرسالة في كل شخص معمَّد، ولدعم الكنائس الخاصة الجديدة"، كما ورد في الدستور الرسولي لإصلاح الكوريا الرومانيّة Praedicate Evangelium.

 

وأشار إلى أنّها "ليست وكالة لتوزيع الموارد لمن يحتاج إلى مساعدة"، بل هي "مدعوة لدعم رسالة الكرازة في الكنيسة، وإلى إنماء الروح الرسولية في شعب الله"، داعيًا الحضور إلى "تكثيف نشاط التحفيز والتوعية وتكوين الروح الرسوليّة وذلك بجرأة وإبداع الروح القدس". كما حثّ على تعزيز المسؤولية الرسولية للمعمّدين، مشيرًا إلى احتياج البلدان ذات التقاليد المسيحية القديمة إلى تجديد البشارة فيها.

 

 

الرسالة لا تتعلق بالمال، بل بالروحانيّة

 

وأشار في هذا الصدد إلى أنّه في حين أنّ الجمعيات الرسوليّة بحاجة أيضًا إلى موارد ماليّة، يجب ألا يصبح المال هو كل شيء في العمل الرسولي. وقال البابا فرنسيس، خارج النص المكتوب: "إذا أصبح عملاً تجاريًا، فإنّ الفساد يسود".

 

وبالنظر إلى المستقبل، عبّر قداسته عن أمله "بتعاون رسوليّ أكثر تلاحمًا وتنسيقًا بين جميع أعضاء الكنيسة"، وبأن يكونوا "خميرة كي يساهموا في تعزيز الأسلوب الرسولي للكنيسة ودعم أعمال الكرازة بالإنجيل"، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة تتطلب تصرفًا خاصًا من أجل زرع الشركة والأخوّة، وهو ما يتحقق أيضًا من خلال بنى مؤسّسة في مجالس الأساقفة والأبرشيات كافة وذلك من أجل خير شعب الله بكامله".