موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الثلاثاء، ٢٣ ابريل / نيسان ٢٠١٩
الاحتفال بالجمعة العظيمة في كنيسة القديس يوسف العربية بجنوب كاليفورنيا
سامح حنا المدانات - مندوب ابونا جنوب كاليفورنيا :

ابتدأ الاحتفال بالفرض كالمعتاد، وترتيل المراثي الخاصة بهذا اليوم. وما ان انتهى المرنم الاخير من ترتيل المرثاة الثالثة حتى خيم على الكنيسة صمت تام، وبدأ موكب جناز المسيح بالدخول من الباب الرئيسي للكنيسة. سار في المقدمة خدام الهيكل، تبعهم مجموعة تتألف من ستة رجال تعلو رؤوسهم كوفيات حمراء (أشمغة) وجاء بعدهم الشباب الذي يحملون نعش المسيح الذي زُين بالورود الحمراء والزهور البيضاء.

وهذا الموكب هو إجراء جديد أدخله كاهن رعيتنا الجديد الأب علاء علامات إلى مراسيم الاحتفال بهذا اليوم المقدس، نال من الجميع الاعجاب والتقدير، وأضفى على الاحتفال جوًا مهيبًا داعيًا للخشوع والتأمل بحقيقة وعظمة موت المسيح من أجل فدائنا. وسار الموكب بخشوع إلى أن وصل إلى منتصف بوابة الهيكل حيث سُجِّيَ الجثمان واصطف جميع أفراد الموكب حوله. أما الكاهن فقد انكب على وجهه امام الجثمان، بينما سجد الحضور مصلين بصمت. وبعد القراءات رتل انجيل آلام السيد المسيح بحسب الإنجيلي يوحنا.

أما العظة فقد ركز فيها الأب علاء على موضوع "يسوع المطعون بالحربة والخارج من جنبه دم وماء". وأوضح بأنه يمكننا التأمل بهذا الأمر من خلال ثلاث نقاط هي:

أولاً: يسوع هو تحقيق النبوءة، زكريا (١٢: ١٠ و١٣: ١)، فهو الينبوع الذي يغسل خطايا العالم، وفي ذلك بُعد الغفران والكفارة.

ثانيًا: يسوع هو آدم الجديد النائم على الصليب، والخارج من جنبه هو الكنيسة أم الأحياء الجديدة التي تلد أبناءً جدد بمياه المعمودية وتغذيهم بدم المسيح في الافخارستية.

ثالثًا: يسوع هو الهيكل الجديد. وبما أن جسد يسوع هو الهيكل الجديد، وجنبه هو جانب الهيكل الجديد، فأين هو مذبح الهيكل؟ إنه قلبه الأقدس، دليل حب الله للعالم. قلب يسوع مطعون لأجل معاصينا، ولكنه مفتوح ليعطي الغفران ويستقبل التائبين.

وبعد العظة دخل الشماس حاملا الصليب المغطى، وتقدم به كاشفًا له على ثلاث مراحل، والكاهن يرتل: "هوذا عود الصليب عليه عُلِّقَ خلاصُ العالم": ويجيبه الشعب "هلمُّوا نسجدا له". وبعد السجود للصليب على انغام ترتيلة "يا شعبي ماذا صنعت بك"، أمت مناولة المؤمنين للقربان الأقدس الذي تم تقديسه يوم خميس الاسرار.

وبعد المناولة قام الأب وسام مساعدة بتبخير النعش ورشَّهُ بالماء المبارك، لتقوم بعدها مجموعة الشباب والرجال بالتطواف بجثمان المسيح داخل الكنيسة على أنغام ترتيلة "ارحمني يا لله". وفي نهاية الاحتفال، تقدّم المؤمنون لتقبيل الجثمان وهم يرتلون "يا يسوع الحياة" و"كامل الأجيال"، ويقومون باستلام الورود التي يحملونا إلى منازلهم تبركًا بهذه المناسبة المقدسة.