موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر الجمعة، ٧ نوفمبر / تشرين الثاني ٢٠٢٥
الرئيس محمود عباس يفتتح معرض "بيت لحم: ميلاد جديد" في الفاتيكان

أبونا :

 

افتتح الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معرض "بيت لحم: ميلاد جديد" في الفاتيكان، بالتعاون بين اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، وسفارة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان. وقد أعلن سيادته عن انطلاق مشروع ترميم مغارة الميلاد.

 

وأكد سيادته خلال افتتاح المعرض، على أهمية ترميم كنيسة المهد بالنسبة للشعب الفلسطيني كرمز لصموده وحضوره المسيحي الأصيل في أرضه، معلنًا عن انطلاق مشروع ترميم مغارة الميلاد، تحت إشراف اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس.

 

رسالة سلام من مدينة الميلاد

 

من جهته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين الدكتور رمزي خوري، على أن المعرض يحمل رسالة المحبة والسلام من مدينة الميلاد إلى العالم، مجسّدًا روح الإيمان والرجاء رغم ما تمرّ به فلسطين من معاناة.

 

وأشار إلى أن مشروع ترميم مغارة الميلاد التي لم ترمّم منذ أكثر من ستة قرون، سينطلق بإشراف اللجنة، وبرئاسة الدكتورة خلود دعيبس، مؤكدًا أنّ هذا العمل الإيماني والإنساني يجسّد وحدة الكنائس الثلاث الراعية لكنيسة المهد، ويعبّر عن إصرار الفلسطينيين على صون إرثهم المقدّس وحماية رسالتهم الحضارية والروحية.

وأوضح أن المعرض يُعد دعوة عالمية للحج إلى بيت لحم والقدس وسائر الأراضي المقدسة، ليكون حضور الزوار تجسيداً للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحماية وجوده المسيحي في أرضه، وتعزيزًا لجسور التواصل بين الفاتيكان وأرض الميلاد، مؤكدًا أن فلسطين ستظل منارة للسلام والإيمان وصمود الإنسان.

 

بدوره، شدد سفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان عيسى قسيسية، على الرابطة الرمزية بين كنيسة المهد والفاتيكان، مشيرًا إلى أن المعرض يمثل دعوة العالم لزيارة بيت لحم والعودة بالحجاج إلى مدينة الميلاد، لتعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني وحضوره المسيحي الأصيل.

مشروع ترميم كنيسة المهد

 

ويُسلط المعرض الضوء على مشروع ترميم كنيسة المهد في بيت لحم، أحد أقدس المواقع المسيحية في العالم، ويقدّم رسالة ثقافية وإنسانية تُبرز أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية، بل حضارة حيّة وإرث غني يواصل النبض رغم التحديات. ويأتي المعرض في وقت تمر فيه فلسطين بمرحلة صعبة، حاملاً رسالة واضحة: أن فلسطين أرض الإيمان والتاريخ والصمود. ويقدّم المعرض لوحات وصورًا ووثائق أرشيفية وأفلامًا توثيقية لمراحل الترميم التي أعادت لكنيسة المهد رونقها التاريخي والجمالي والفني، كدليل على قدرة الفلسطينيين على حماية إرثهم في وجه محاولات الطمس والتشويه.

 

ويشمل المعرض لوحات وصور وثائقية، ونماذج معمارية، ولوحات فسيفساء، كما يتخلله برنامج ثقافي متنوع يشمل ورش عمل، عروض أفلام وسرد قصصي لتعزيز التفاهم بين الشعوب، ودعوة الزوار للتفاعل مع التاريخ والحضارة الفلسطينية المسيحية.

 

وقد ساهمت حراسة الأراضي المقدسة الفرنسيسكانيّة في المعرض بإعارة قطع أثرية قيّمة، منها نسخة من نجمة الميلاد والكأس المقدس الذي استخدمه البابوات خلال حجهم إلى الأراضي المقدسة، لتكون جزءًا من رحلة المعرض في إبراز التراث المقدس الفلسطيني.

حضر الافتتاح إلى جانب فخامة الرئيس محمود عباس والدكتور رمزي خوري، كل من عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور زياد أبو عمرو، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية الدكتور مجدي الخالدي، وسفير دولة فلسطين لدى حاضرة الڤاتيكان عيسى قسيسية، وسفيرة دولة فلسطين لدى إيطاليا منى أبو عمارة، والأب إبراهيم فلتس من حراسة الأراضي المقدسة، وممثلة اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس في أوروبا السفيرة أميرة حنانيا، وعضو اللجنة ورئيسة لجنة الترميم السفيرة خلود دعيبس.

 

يذكر أن المعرض الفني أقيم تحت رعاية دائرة البشارة بالإنجيل، بالشراكة مع مؤسسة تطوير بيت لحم، وبالتعاون مع حراسة الأرض المقدسة ومتاحف الفاتيكان وجمعية بيو سوداليتسيو دي بيتشيني. تحت رعاية وتمويل، اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس، وبنك فلسطين، وشركة اتحاد المقاولين (CCC) و"برونيلو كوتشينيلي" وشركة "بياتشينتي"، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، بالإضافة إلى الجمعية الكاثوليكية "بيو سوداليتسيو دي بيتشيني" التي استضافت المعرض في متاحفها في روما.