موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

نشر السبت، ١٧ أغسطس / آب ٢٠٢٤
الإدارة العامة لمدارس البطريركيّة اللاتينيّة تنظم اللقاء الأول للشركاء من رجال الأعمال

أبونا :

 

تحت رعاية الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، نظّمت الإدارة العامة لمدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن، اليوم السبت، اللقاء الأول للشركاء من رجال الأعمال، وذلك بهدف تعزيز التعاون وبناء شراكة مثمرة تدعم المبادرات التعليميّة وتساهم في تطوير المدارس والمجتمع.

 

وشارك في اللقاء، مندوبًا عن الكاردينال بيتسابالا، النائب البطريركي العام في القدس المطران وليم شوملي، والقائم بأعمال النائب البطريركي في الأردن الأب جهاد شويحات، ومدير عام مدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن الأب فراس نصراويين، ولفيف من الكهنة، إلى جانب عدد من رجال الأعمال الأردنيين وممثلين عن المؤسّسات المسيحيّة المتعدّدة والجمعيات المحليّة ونخبة من أبناء المجتمع المحليّ.

 

وخلال اللقاء تمّ عرض فيديو للكاردينال بيتسابالا وفيها شدّد على أهميّة أن تكون هنالك رؤية مستقبليّة لكيفية إعطاء الأجيال القادمة في الأردن فرصًا تعليميّة على غرار تلك التي تمّ تقديمها في الماضي، مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات الحاليّة والتطورات السريعة. كما قدّمت السيّدة رانيا المالكي عرضًا للخطة الاستراتيجيّة الخاصة بمدارس البطريركيّة اللاتينيّة في الأردن، تلاها فتح المجال للحضور لتقديم الاقتراحات لما فيه خير المدارس والنهوض بخدمتها ورسالتها في المجتمع الأردني الواحد.

 

 

⮜ لا غنى عن المدارس

 

هذا وألقى المطران شوملي كلمة رحّب فيها بالحضور في هذا اللقاء الخيّر والنبيل، وشدّد على أنّه لا غنى عن المدارس المسيحيّة التي تعمل على تنشئة رجال ونساء المستقبل علميًّا وإيمانيًّا وخلقيًّا، فالتربيّة –كما قال سيادته- هي سلاح لتغيير العالم وبناء الشخصيّة وتحرير الإنسان من الجهل.

 

وأشار إلى أنّ مدارس البطريركيّة اللاتينيّة هي مدارس غير ربحيّة، تعمل على استقبال الطلبة من جميع الفئات والطبقات الاجتماعيّة، وتعمل البطريركيّة اللاتينيّة بدورها على تقديم معونات ماليّة شهريّة لسد جزء من العجز المالي لهذه المدارس، ناهيك عن إطلاقها للعديد من مشاريع البناء والصيانة والتحديث المستمرّ والتي هي مهمّة لمواكبة التطّور في جميع المجالات.

 

ودعا سيادته الحضور إلى المشاركة في دعم المدارس، ليس ماديًا فحسب، إنما معنويًّا من خلال تقديم الاقتراحات المبنيّة على الخبرة لنهوض هذه المدارس، مشيرًا إلى أنّ الإدارة العامة للمدارس قد أطلقت "صندوق الطالب المحتاج" لأنّها تدرك بأنّ التعليم هو حق للجميع، ووسيلة للتطوّر والرقي على جميع المستويات. وفي الختام، شكر النائب البطريركي العام السيّد عماد المعشر على تقديمه القاعة ووجبة الغداء للمشاركين في هذا اللقاء.

 

 

⮜ صاحبة رسالة

 

من جهته، قال الأب شويحات أنّ البطريركيّة اللاتينيّة هي صاحبة رسالة دينيّة تربويّة اجتماعيّة، ولم يكن هدفها ماليًّا أو ربحيًا على الإطلاق، إنما التضحية والعطاء. وأوضح بأنّه على الرغم من التحديات السياسيّة والاقتصاديّة على مدار عقود، لم تستلم البطريركيّة، بل واصلت رسالتها التربويّة متكلة أولاً على العناية الإلهيّة، وعلى جمعيّة فرسان القبر المقدّس الكاثوليكيّة الخيريّة، وعلى المحسنين من كلّ مكان.

 

ولفت إلى أنّه ومنذ إعادة تأسيس البطريركيّة اللاتينيّة عام 1847، شارك أكثر من 300 كاهنًا في التربيّة كما في التعب والسهر والتضحيّة لكي تستمر الرسالة التربويّة، كما شكر آلاف المعلمين والمعلمات على مشاركتهم في هذا العطاء. وقال: رغم أنّ مدارس البطريركيّة قد قادها البطاركة والأساقفة، إلا أنها في حاجة إلى المبدعين والمثقفين لكي نعمل معًا على تنظيم العمليّة التربويّة.

 

 

⮜ 160 عامًا من العطاء

 

أما الأب نصراوين فتطرّق إلى الرؤية الكبيرة لهذا اللقاء ألا وهو أهميّة الوجود المسيحي وتثبيته في الأرض المقدّسة، وفي الأردن بشكل خاص، فقد عملت البطريركيّة اللاتينيّة، وبعد إعادة تأسيسها، على بناء وتأهيل البيوت، ومن ثم بناء المدارس، وأخيرًا بناء الكنائس، وهذا دليل على إيمانها بأهميّة التطوير المعرفي والتي حملته على عاتقها منذ أكثر من 160 عامًا، منذ بناء أول مدرسة في السلط عام 1866، وحتّى بناء آخر مدرسة في بلدة الوسيّة في الكرك عام 2000.

 

كما أشار المدير العام للمدارس إلى أنّ الهدف الثاني من اللقاء هو تكوين شبكة اجتماعيّة من الأصدقاء والشركاء والداعمين الذين يؤمنون بدور مدارس البطريركيّة اللاتينيّة ورسالتها التعليميّة والتربويّة واستمراريتها لخير المجتمع الأردني عامة، معبرًا في ختام الكلمة عن الشكر للحضور على استجابتهم ومحبتهم وأيضًا على مشاركتهم في "الهمّ الإيجابي" لأنّ الجميع يريد أن يكون جميع طلبتنا في مدارسنا، وأن تكون المدارس بدورها قادرة على تأمين مكان لهم وتطوير قدراتهم ضمن مسيرة تعليميّة وتربويّة متميّزة.