موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر

الرئيسية /
عدل وسلام
نشر السبت، ٧ يونيو / حزيران ٢٠٢٥
الأمم المتحدة تكرّم 168 من موظفيها الذين ضحوا بحياتهم خدمة للإنسانية

الأمم المتحدة :

 

كرّمت الأمم المتحدة، الخميس، 168 امرأة ورجلا فقدوا حياتهم أثناء أداء الواجب في عام 2024، بينهم 125 شخصا كانوا يعملون في وكالة الأونروا. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنهم "جسدوا جوهر مهمتنا"، وضّحوا بكل شيء "في سبيل تحقيق السلام والعدالة والكرامة الإنسانية".

 

جاء ذلك خلال مراسم التأبين السنوية التي أقيمت في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بمشاركة عائلات لموظفين لقوا مصرعهم. وقال أنطونيو غوتيريش في كلمة ألقاها في الفعالية إنهم لم يكونوا مجرد زملاء أعزاء، بل كانوا أبناء وبنات، أزواجا وزوجات، آباء وأمهات، إخوة وأخوات".

 

 

خسائر غير مسبوقة في غزة

 

وقال الأمين العام إن "السنوات الأخيرة كانت مدمرة لأسرة الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى "خسائر لا تُوصف وغير مسبوقة في غزة". ففي العام الماضي وحده، "قُتل 126 من زملائنا في غزة، من بينهم 125 امرأة ورجلاً يعملون في الأونروا. بعضهم قُتل أثناء تقديم المساعدات المنقذة للحياة، بينما قتل آخرون إلى جانب عائلاتهم، أو أثناء حماية الضعفاء".

 

وقال غوتيريش إنّ هذا العدد يمثل "أعلى حصيلة لوفيات الموظفين في تاريخ الأمم المتحدة"، مشيرًا إلى مقتل أكثر من موظف واحد من بين كل 50 موظفًا في الأونروا في غزة خلال هذا الصراع الفظيع. وجدد غوتيريش دعوته للمساءلة الكاملة.

 

 

دافعهم السلام وتخفيف المعاناة

 

وأكد الأمين العام أن هؤلاء الموظفين كان دافعهم السعي نحو السلام، والحاجة إلى تخفيف المعاناة الإنسانية، وضمان الكرامة للجميع. وقد جاءوا من جميع أنحاء العالم، ممثلين لـ 31 جنسية، وعملوا في مهن متنوعة: "معلمين، مهندسين، أطباء، وإداريين. كانوا عسكريين وشرطيين ومدنيين. كانوا عاملين في المجال الإنساني، وحفظة سلام، وصناع سلام، وغير ذلك الكثير".

 

وتابع الأمين العام قائلاً: "عندما اندلع الصراع، عملوا من أجل السلام... عندما ضرب العنف والكوارث، قدموا المساعدة المنقذة للحياة... عندما انتهكت حقوق الإنسان، دعموا الناس... وعندما احتاج الضعفاء للمساعدة، عملوا لضمان عدم ترك أحد خلف الركب".

 

 

ليست مجرد وظيفة

 

وقال الأمين العام إن عمل موظفي الأمم المتحدة يتجاوز كونه مجرد وظيفة. "إنه نداء"، مشيرًا إلى أن كافة زملائنا الذين سقطوا استجابوا لنداء خدمة الإنسانية. "فعلوا ذلك بطرقهم الخاصة –دون ضجة– وبتصميم. لقد مثلوا الإنسانية في العمل".

 

واختتم الأمين العام كلمته بالقول: "دعونا نستلهم من حياتهم. دعونا نلتزم بتقديم الدعم والمواساة لعائلاتهم. دعونا نواصل العمل لتحسين سلامة ورفاه موظفينا. ودعونا نتعهد بأن ذكرى ومهمة زملائنا الذين سقطوا ستدوم. لقد كانوا الأفضل بيننا. فليعيشوا من خلال عملنا".

 

وأوقد الأمين العام شمعة تكريمًا للضحايا الـ168 الذين سقطوا أثناء أداء الواجب ومن ثم تمت تلاوة أسمائهم جميعًا والوظائف التي كانوا يشغلونها قبل وفاتهم.