موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
فالنتاين هو قديس ولا أحد يجادل في ذلك، وتضحياته في بادئ الأمر كانت علمانيّة، وكثيرون من غير المسيحيين عبر التاريخ يحترمونه ويحتفلون بعيد الحب لا لأنه ضحى بنفسه في وقت لاحق من أجل نشر الديانة المسيحية، ولكن لأنه خاطر بحياته في "زمنه العلماني" لتزويج الجنود العازبين، خلافًا لأوامر الإمبراطور الروماني كلوديوس الثاني الذي كان يواجه تحدي نقص عدد الجنود في خضم الحرب ضد القوط. وبذلك جمع فالنتاين بين العلمانيين والمتدينين من زاوية الحب!
ونتيجة للاعتقاد السائد في تلك الأيام بأنّ الجنود العازبين هم أقوى وأشد تحملاً من الجنود المتزوّجين؛ فقد أمر الإمبراطور الروماني بحظر الزواج بين الجنود حتى لا ينشغلوا بأمر أُسَرِهم.
ولكن كان للقديس فالنتاين رأي آخر فشرع في تزويج الجنود سرًا، وهذا العمل الإنساني الراقي هو أصل عيد الحب. لا نعرف الكثير عن القديس فالنتاين لأن الأباطرة الرومان دمروا وحرقوا الكتب المقدسة المسيحية، فالبعض يقول إنه كان كاهنًا في روما أو أسقفًا في مدينة تيرني بوسط ايطاليا. ومع ذلك فما هو مؤكد أن فالنتاين رفض قبول طلب الإمبراطور كلوديوس بالصلاة لآلهة الرومان واصرّ على أن يبقى مسيحيًا، وفقاً للمراجع التاريخية.
لقد كرّس القديس فالنتاين حياته لنشر المسيحية بين الناس، وهو ما أدى بالنهاية لقتله على يد الإمبراطور كلوديوس بعد أن تمّ اكتشاف أمره، ثمّ سجِنه بعد ذلك. وطُلب منه التخلي عن المسيحية مقابل إطلاق سراحه، الأمر الذي لم يقبل به القديس فالنتاين، وهو ما أدّى إلى الحكم عليه بالإعدام. وتم إعدامه في الرابع عشر من شهر شباط لعام 269، وهو الآن يوم عيد الحب!
الحب الذي يمثله عيد الحب ليس فقط حب المتزوجين أو العاشقين بل هو أيضا الحب الإنساني بأروع صوره... هو حب الأم لأولادها... وحب المشردين والفقراء والمنكوبين... وحب المرضى في زمن كوفيد وغير كوفيد... وحب الكبار في السن... وحب ذوي الاحتياجات الخاصة... والحب العائلي... وحب الصديق... وحب القريب والبعيد. والحب الذي يمثله عيد الحب هو المحبة بأجمل صورها... لأنها بالحقيقة هي الحب الكبير التي تجمع تحت جناحيها جميع أشكال الحب...
وكل عيد حب ومحبة وأنتم جميعًا بألف خير!