من أجل السلام اليوم نصلي!

 

عشية الإحتفال بعيد سيدة الوردية المقدسة، وعشية الذكرى الأليمة لاشتعال شرارة الحرب في غزة والأرض المقدسة، تصمت الكلمات و تصلي القلوب  من أجل نعمة السلام!

 

اليوم، وعلى شفير عام من شر وقتل وتدمير، لم تتعاف الإنسانية من أمراض الحقد والثأر، بل تمادت لكي تلتقط ضحايا جدد علها تشبع غريزة الكراهية ومتاهات الحرب.

 

نطل اليوم على عيد مريمي سياجه المسبحة الوردية، أرضه مرصعة بحبات السلام الملائكي وثماره الفرح والسلام.

 

نسير اليوم على وقع طبول الحرب في بقعة يسودها الإنتقام وفيها تزمهر اصوات الشر.

 

ولكننا نأتي اليوم إلى مريم، وقلوبنا تئن من وجع مرير على أطفال يتامى جوعى جرحى بلا مأوى.. نساء، شيب وشبان وشيوخ، بات حلمهم الخبز والمأوى.. نأتي اليوم إلى مريم لكي نرنم للسلام ونرسم سيمفونية صلاة رافعين شموع الأمل وبين أيدينا المسبحة الوردية سلاحنا في الشدة والمرض في الحرب والسلم. أتينا اليوم لنطلب من الله القادر على كل شيء أن تجهض في مهدها أي خطط لرسم دروب الحروب والدمار، وأن تنمو بدلاً منها بذور المحبة والتسامح والأمان.

 

نقف اليوم مع الأطفال اليتامى المتألمين الباكين، الباحثين عن كسرة خبز وقطرة ماء.. هم الذين يفترشون الأرض ويلتحفون  السماء.. نقف مع الأمهات الثكالى الذين وأدوا امومتهم تحت ردم الأحزان والآلام.. نقف مع الشيوخ الذين جف دمعهم وفقدوا عكازتهم تحت حجارة  بيوتهم المتهدمة.

 

نقف اليوم مع محبي السلام في الأرض المقدسة، وفي لبنان، وفي العالم أجمع، وترفع الأكف نحو عرش السماء وبقلوب مثقلة بالألم ومقل تتفتح على إشراقة الأمل نصرخ صرخة مدوية طالبين السلام.. صرخة تحلق في فضاءات العدالة وتضرب السحاب وتترجى أمطار النعم والبركات.

 

فيا رب.. اصغ إلى صراخ من يحترقون بنيران الحروب، ولتكن يدك يا ملك السلام لهم بلسمًا ودواءً.. اسكت عواصف الشرير، ولتسد نسائم السلام والمحبة.

 

بشفاعة سيدة الوردية المقدسة عشية عيدها نطرق أبواب العلاء وحناجرنا تصدح بأجمل الترانيم المريمية، طلبًا وصلاة.

 

يا مريم.. ابنة بلادنا.. ارمقي أرضك وهبيها سلامك..

 

يا مريم.. سيدة لبنان.. انظري إلى لبنان القداسة.. وارفقي بجبال الأرز، وطن شربل ومارون ورفقة..

 

ويا سيدة الجبل.. خافظي على أمن وسلامة الاردن العزيز.

 

يا سيدة الوردية المقدسة، بكل ما في قلوبنا من محبة، وعشق مريمي، اخبري يسوع أننا في أمس الحاجة إلى السلام. ليرحم عالمنا وليتحنن على ما تبقى من الإنسانية الغارقة في بحر العنف والقهر والظلم!

 

أرنا يا رب رحمتك، وهب لنا خلاصك!