موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
تطل علينا ليلة الميلاد في ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٤ وتذكرنا بالقديسة تريزيا الصغيرة والتي كانت ولادتها في السماء عن عمر ٢٤ عامًا، واسمها الذي اختارته هو تريزا الطفل يسوع، طفل المغارة الالهي.. وها هي اليوم تلقي بوردها الحمراء أمام مغارة الميلاد.. المغارة "القلب" والتي جمعت أرض المعمدان مع مهد السلام في فسيفساء فريدة جسدت الحب الإلهي في قلب رحيم.. قلب من أحب خاصته ووهبهم الخلاص.
مع يوسف ومريم، تقف تريزا الطفل يسوع بطفولتها الروحية وبساطتها المغلفة بورود الحب... تنظر من عشقت وأحبت.. تنظر طفل المغارة الذي هجر مهده الخالي من المؤمنين والحجاج باحثًا عن السلام والمحبّة. تنظر تريزا بعيون قلبها إلى عيون يسوع الطفل وترى فيهما صور أطفال العالم المشردين، الجائعين، الجرحى والمتألمين.. تذرف دموعها صلاةً وتوسلاً، فتلامس دمعتها الحارة وجنتي يسوع.. عندها يرمقها يسوعها من مذوده بنظرات الحب العجيب ويهديها ورود السماء، لتضعها تريزا الطفل يسوع مع المجوس الذين التقطوا إشارات النجم في السماء فهرعوا نحو مغارة بيت لحم، لتضعها هدية من يسوع الطفل إلى أطفال الأرض المقدسة وأطفال لبنان وسوريا وأطفال العالم الذين سلبتهم الحروب وأنانية العالم فرح الميلاد.. فغاب عنهم بابا نويل وزينة الأعياد وغدت الحجارة والتراب دمى العيد الذي لا يزال يتشح بالحزن والأسى وألم الفراق.
وفي مشهد الميلاد ومع المجوس، و تريزا الطفل يسوع ويوسف ومريم، ينتظر يوحنا المعمدان بركة طفل المغارة ليبارك أرضًا عمّد فيها يسوع، ومنها انطلقت البشارة.. ومن مهد السلام الذي يفتقد فرح وبهجة الميلاد والذي يضج بأصوات الرصاص ورشقات الحقد والظلم.. تعود تريزا الطفل يسوع مع المعمدان والمجوس إلى حيث دوى الصوت الصارخ في البرية، ليعلنوا من جديد بشرى السلام لتنعم أرض السلام بالطمأنينة والسكينة والأمان، ومعهم نرفع صلاتنا من أجل ان تتحقق هذه البشرى.
واليوم يفتح باب الرجاء.. كما فتحت السماء بابها وسكبت رحمتها على الأرض يوم عماد المسيح..
عيوننا اليوم ترنو إلى بيت لحم وتحلق على أجنحة الشوق والتوق إلى باب الرجاء الإلهي الذي يفتح في ليلة الميلاد ٢٤ كانون الأول ٢٠٢٤. ومن مغارة بيت لحم حيث تولد الرحمة في مهد السلام الغائب، ينطلق الرجاء والحب إلى حيث صخرة بطرس ومنها إلى العالم أجمع.
عشية الميلاد، ومع أضواء أشجار الميلاد التي تشع في أرض المعمدان وتعكس نورها على ساحة المهد الحزين في بيت لحم.. فترسم لوحة الميلاد المجيد على أرض تتألم وتتوق للسلام، نصلي من أجل المرضى، الحزانى، فقراء السلام والمحبة، ومن أجل كل من يتألم لكي يهبه امير السلام النعم و البركات..
أمام مغارة "القلب" في عمّان والتي صدحت حولها الحناجر بأجمل الترانيم الميلادية.. تعزف القلوب على أوتار المحبة والرحمة، مع الملائكة أجمل ما نطقت به السماء: "المجد لله في العلى، وعلى الأرض السلام للناس الذين بهم المسرة".
يا رب السلام امنح عالمنا السلام...