سفر يشوع - الفصل 24

 

يواصل الأب منويل بدر سرد سفر يشوع شعرًا، متناولاً اليوم الموضوع التالي:

 

 

الاجتماع الكبير في شكيم (24)

 

ثمَّ جَمَعَ يشوعُ من جديدٍ كلَّ الشّيوخِ والقُضاةِ والكتبةِ حولَه في شكيمَ وقال

آباءُكم منهم تارَحُ أبو ابراهيم وناحورَ ونسلُهم عاشوا عبر النهر إلههم بال

 

أمّا الرّبّ فأخذ إبراهيم من عبر الأردنِّ وقاده في أرض كنعان وكثّر نسله

أرزقه اسحق، واسحق وَلَدَ يعقوبَ وعيسو، أما يعقوبُ فأَخَذَ إلى مصر شَمْله

 

هناك استَعْبدهم فرعونُ فأرسلَ لهمْ موسى وهرون وأخرجَهُم مِنَ العبودية

هذا وبعد خروجِهِم مِن مِصر ندِم فرعونُ فأرْسلَ جُنْدَه ليردّوهُمْ بيد حديدية

 

فخافوا مِن ملاحَقَةِ الفراعنةِ وصرخوا ففصَلَهمُ الرّبُّ بغيمة مُعتمةٍ بينهم

وأمّا قدامَهم فأضاءَ لهم نورٌ قادهُم على الطّريقِ وفي عِبْرِ البَحرِ غرّقهم

 

فشاهدتْ عيونُكم ما صنع لكمُ الرّبُّ ثم رافقكُمْ حتّى عِبر الأردنِّ الشرقي

وحارَبَ لكُمْ ملوكَ الأَموريِّينَ وأسلمَهُمْ لأَيديكُمْ وأعطاكُمْ أرضَهم الغربي

 

فقام ملكُ موآبَ وحارَبَكُم وأرْسلَ إلى بلعامَ كي يأتيْ ويَلْعنَكُمْ فلم يقبَلْ بلعام

ولولا بَرْكَةُ الرّبِّ عليكُمْ واختيارُهُ لكُمْ لما منَعَهُ مانِعٌ وأظْهَرَ لكم كلَّ اهتمام

 

ومِنَ الأردنِّ عبرتُمْ إلى أريحا لكنَّ الرّبَّ أسْلمَ ملوكَها لكُمْ فنجوتُمْ بأعجوبة

أعطاكُمُ أرضاً ما تعِبْتُمْ بامتِلاكِها لا بالسّيفِ ولا بالقَوْسِ فَهْيَ مِنْكُمْ محبوبة

 

فالآن اتّقوا الرّبَّ واعبُدوهُ وابعِدوا عَنِ الآلهةِ الّتي عَبَدها آباؤُكُمْ في مصر

وآلِهَةِ الأمّوريّينَ الّتي أنتُمْ مقيمونَ في أرْضِهِمْ أمّا أنا وبيتي فنَعْبُدُهُ بالحصر

 

فأجابَ الشّعبُ عالياً حاشى لنا أنْ نَتْرُكَ الرّبَّ ونعبُدَ آلِهةً أُخرى لا نعرفها

فالرّبُّ هو الّذي أصْعدَنا مِن مِصر وحرَّرنا وآباءَنا مِن مظالِمِ إلهِ فرعونها

 

هذا وقدْ صنع أمامَ عيونِنا آياتٍ عظيمةً ورافَقَنا على طريقِنا الّذي سلكناه

بينَ الشُعوبِ الّتي عبَرْنا في وسطِها وطرَدَ مِن أمامِنا جميعَ أعدائِنا بيمناه

 

فوقف يشوعُ في وسْطِهِمْ وطلبْ مِنهُمْ أنْ يقطعوا عهداً ويُعلنوا مَن يعبدوا

فقالوا الرّبَّ نعبُدُ ونحن شهودٌ على أنفسِنا لصوتِهِ نِسْمَعُ وأمامَ يشوع حلفوا

 

فكتبَ يشوعُ هذا الكلامَ في سِفْرِ توراةِ الله وأخَذَ حَجراً كبيراً ونَصَبَه هيكل

وقالَ هذا الحجرُ يَشْهدُ علينا فَهْوَ قدْ سَمِعَ أقوالَ الرّبِّ وَهْوَ لحياتنا المستقبل