موقع أبونا abouna.org - إعلام من أجل الإنسان | يصدر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام في الأردن - رئيس التحرير: الأب د.رفعت بدر
الرِّسالَة
إلى كل الأرض خرج صوتهم
السماوات تذيع مجد الله
فصل من رسالة القديس بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس (1 كو 4: 9–16)
يا إخوةُ، إنَّ الله قد أبرزَنا نحنُ الرسلَ آخِرِي الناسِ كأنَّنا مجعولونَ للموت. لأنَّا قد صِرنا مَشهداً للعالم والملائكةِ والبشر. نحنُ جهَّالٌ من أجلِ المسيحِ أمَّا أنتمُ فحكماءُ في المسيح. نحنُ ضُعَفاءُ وأنتم أقوياءُ. أنتم مُكرَّمون ونحن مُهانُون. وإلى هذه الساعةِ نحنُ نجوعُ ونَعطَشُ ونَعْرَى ونُلطَمُ ولا قرارَ لنا، ونَتعَبُ عامِلين. نُشتمُ فَنُبارِك. نُضطَهدُ فنحتمل، يُشنَّعُ علينا فَنَتضَرَّع. قد صِرنا كأقذارِ العالم وكأوساخٍ يستخبِثُها الجميعُ إلى الآن. ولستُ لأخجِلَكُم أكتبُ هذا وإنَّما أعِظُكُم كأولاديَ الأحبَّاءِ. لأنَّه، ولو كانَ لكم ربوةٌ منَ المُرشِدينَ في المسيح، ليسَ لكم آباءٌ كثيرون، لأنّي أنا وَلَدْتُكم في المسيحِ يسوعَ بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مقتَدِينَ بي.
الإنجيل
فصل شريف من بشارة القديس متى (متـى 9: 26 – 10: 8).
في ذلك الزمان لما رأى يسوع جمعًا كثيرًا تحنن عليهم لأنهم كانوا منزعجين ومنطرحين مثل خراف لا راعي لها. حينئـذ قـال لتـلاميذه ان الحصاد كثيـر وامـا العملة فقليلون فاطلبوا الى رب الحصاد ان يرسل عملة الى حصاده. ثم دعا يسوع تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة لكي يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. وهذه أسماء الاثني عشر رسولا: الأول سمعان المدعو بطرس واندراوس أخوه ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخوه وفيلبس وبرثلماوس وتوما ومتّى العشّار ويعقوب ابن حلفى ولبّاوس الملقب تدّاوس وسمعان القانوي ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه. هؤلاء الإثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: الى طريق الأمم لا تمضوا والى مدينة السامريين لا تدخلوا بل انطلقوا بالحري الى الخراف الضالة من بيت اسرائيل. وفي انطلاقكم اكرزوا قائلين: قد اقترب ملكوت السموات. اشفوا المرضى، طهّروا البرص، أقيموا الموتى، أخرجوا الشياطين. مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا.
بسم الأب والأبن والروح القدس الإله الواحد أمين.
تشير كلمة "تلميذ" إلى شخص يتعلم أو يتبع. وتعني كلمة "رسول" الشخص المُرسَل. وفي حياة يسوع المسيح على الأرض، كان يطلق على الإثني عشر شخصاً الذين تبعوه تلاميذ. ولقد تبع التلاميذ الإثني عشر الرب يسوع وتعلموا منه وتدربوا على يديه. وبعد قيامة وصعود المسيح، أرسل تلاميذه ليكونوا شهوداً له (متى 18:28-20؛ أعمال الرسل 8:1). وكان يشار لهم في ذلك الوقت بالرسل. ولكن، حتى أثناء حياة المسيح على الأرض كان يتم إستخدام هذين المصطلحين "تلاميذ" و"رسل" بالتبادل إلى حد ما.
نجد أسماء التلاميذ الإثني عشر مدونة في متى 2:10-4 "وَأَمَّا أَسْمَاءُ الاِثْنَيْ عَشَرَ رَسُولاً فَهِيَ هَذِهِ: الأَوَّلُ سِمْعَانُ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسُ أَخُوهُ. يَعْقُوبُ بْنُ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخُوهُ. فِيلُبُّسُ وَبَرْثُولَمَاوُسُ. تُومَا وَمَتَّى الْعَشَّارُ. يَعْقُوبُ بْنُ حَلْفَى وَلَبَّاوُسُ الْمُلَقَّبُ تَدَّاوُسَ. سِمْعَانُ الْقَانَوِيُّ وَيَهُوذَا الإِسْخَرْيُوطِيُّ الَّذِي أَسْلَمَهُ". كما يذكر الكتاب المقدس أسماؤهم في إنجيل مرقس 16:3-19 وإنجيل لوقا 13:6-16. ونجد عند مقارنة الثلاث مقاطع الكتابية إختلافين صغيرين في الأسماء. ففيما يبدو أن تداوس كان يدعى أيضاً "يَهُوذَا بْنَ يَعْقُوبَ" (لوقا 16:6) و"لَبَّاوُسُ" (متى 3:10). وسمعان الغيور كان أيضاً يدعى "سِمْعَانَ الْقَانَوِيَّ "(مرقس 18:3). ثم تم إستبدال يهوذا الأسخريوطي، الذي أسلم يسوع، بمتياس (أنظر أعمال الرسل 20:1-26). ويرى بعض علماء الكتاب المقدس أن متياس كان رسولاً "غير مناسب"، ويرجحون أن بولس الرسول كان هو الرسول الثاني عشر الذي إختاره الله بدلاً من يهوذا الإسخريوطي. ولقد كان التلاميذ الرسل أناس عاديين إستخدمهم الله بطرق غير عادية. فكان من بينهم صياد السمك، والعشار، والثائر. ويسجل الكتاب المقدس إخفاقات، ومعاناة، وشكوك هؤلاء الرجال الإثني عشر الذين تبعوا المسيح. وبعد أن شهدوا قيامة يسوع المسيح وصعوده، غيَّر الروح القدس التلاميذ/الرسل فصاروا رجال الله الأقوياء الذين فتنوا المسكونة (أعمال الرسل 6:17). فما الذي تغير؟ إن التلاميذ أو الرسل الإثني عشر "كَانَوا مَعَ يَسُوعَ" (أعمال الرسل 13:4).
تعليمهم تبشيرهم ومكان رقادهم. اختار السيد المسيح الرسل من الجليل خاصة من منطقة بحيرة طبريا. جعلهم رفقاءه الدائمين، يتبعونه يشاهدون معجزاته ويسمعون تعاليمه. ظهر لهم بعد قيامته المجيدة من بين الأموات، وكلمهم عن الأمور المختصة بالملكوت وأراهم نفسه حيًا ببراهين كثيرة. ثم أرسلهم ليتلمذوا جميع الأمم ويعمدوهم باسم الثالوث القدوس ويعلموهم جميع ما أوصاهم به.
تعاليم الرسل: جمعت تعاليمهم حوالي سنة 100 في كتيب اسمه "الذيذاخي" او "تعليم الرسل الاثني عشر" وهو تعليم ديني" موجّه الى المؤمنين. وهو يعرض للأخلاق المسيحية والرتب الكنسية والاعياد الليتُرجية وخدمتَي سرَّي المعمودية والافخارستيا والمجيء الثاني.
مكان تبشير الرسل واستشهادهم:
بطرس: بشر القديس بطرس في انطاكيا، استشهد في روما حوالي العام ٦٦، خلال فترة اضطهاد نيرون للمسيحية. استشهد صلباً رأساً على عقب بطلب منه لأنه قال أنه لم يكن أهلاً أن يصلب على مثال معلّمه وربّه. ودفن في باسيليك القديس بطرس في روما.
أندراوس: ذهب أندراوس الى ما يسمى اليوم بالاتحاد السوفياتي. هناك يقول المسيحيون ان أندراوس كان أول من أتى بالإنجيل الى تلك البلاد. غير أنه بشر أيضاً في آسيا الصغرى – تركيا اليوم – وفي اليونان، حيث مات صلباً، في مدينة باتراس في اليونان. ثم نقل الرفات الى القسطنطينية. وفي سنة 1208 نقل الرفات على أمالفي – إيطاليا. وأعيد سنة 1908 الى باتراس.
يعقوب بن زبدى: أعدمه هيرودس عام ٤٤ بحسب أعمال الرسل (أعمال 12 : 2). استشهد في القدس.
يوحنا: أنه الوحيد بين الرسل الذي يقال أنه مات ميتة طبيعية عن عمر طويل. كان قائد كنيسة أفسس وهو الذي اعتنى بمريم العذراء في بيته. خلال اضطهاد العام ٩٠ تم نفيه الى جزيرة بطمس، حيث كتب الانجيل وسفر الرؤيا. يرقد في كنيسة القديس يوحنا في مدينة أفسس – تركيا.
فيليبس: بشر في قرطاجة في شمال افريقيا، ومن ثم في آسيا الصغرى حيث ردّ الى الإيمان زوجة مسؤول روماني، الأمر الذي دفع بالمسؤول الروماني الى اعتقاله. استشهد في هيريابوليس. اليونان وقد تم الكشف عن قبره سنة 2011.
برثلماوس (نثنائيل): ذهب الى الهند مع توما ومن ثم الى اثيوبيا وجنوب الصحراء العربية. وقد استشهد في أنابوليس – أرمينيا. نقل رفاته سنة 1180 الي كنيسة القديس برثلماوس في روما.
توما: كان فعالا جدا في منطقة شرق سوريا. بشر أيضا في شرق الهند. مات بطعنة رمح من أربعة جنود. وذلك في جبل القديس توما – بارانجيمالاي، في منطقة ميلابور – الهند
متى: جابي الضرائب وكاتب الانجيل. بشّر في بلاد الفرس واثيوبيا. طُعن في اثيوبيا ومات. نقل رفاته سنة 1076 إلى كنيسة ساليرنو في أيطاليا.
يعقوب بن حلفى: يعقوب بشر في سوريا، وبحسب المؤرخ اليهودي يوسافوس، تم رجم القديس يعقوب حتى الموت في القدس. رفاته موجود اليوم في كنيسة الرسل في روما.
يهوذا أخو يعقوب (لباوس- تداوس): رفاته موجود في كنيسة القديس بطرس في روما.
سمعان القانوي: بشر في بلاد الفرس وتم قتله بعد أن رفض تقدمة الذبيحة للإله الشمس. رفاته موجود في كنيسة القديس بطرس في روما.
يهوذا الاسخريوطي: خان يسوع، وشنق نفسه.
متياس: هو الرسول الذي حل محل يهوذا. بحسب التقليد بشّر في سوريا مع أندراوس. استشهد حرقاً، ودفن في جونيو – جورجيا. وله رفات في كنيسة القديس متيا في ترير – المانيا.
بولس: بولس أيضًا استشهد حوالي العام ٦٦، مكان استشهاده في روما بحسب التقليد، خرجت من الأرض ثلاث ينابيع ماء حيث قطع رأس القديس بولس. في هذا الدير ثلاث كنائس، منهم كنيستان مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً بالقديس بولس. الكنيسة الأولى كنيسة العذراء سلّم السماء، وفيها المكان الذي سجن فيه القديس بولس قبل الإعدام. والكنيسة الثانية شيدت على المكان الذي أعدم فيه. أما قبره فهو في باسيليك القديس بولس خارج الأسوار.
هؤلاء الرجال البسطاء الذين اختارهم يسوع اوصلوا الكنيسة الى ما هي عليه اليوم، ولا تزال الكنيسة على خطاهم تنشر البشرى السارة حتى اقاصي الأرض.
الطروباريات
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع
إنّ تلميذاتِ الربّ تَعلَّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
طروبارية الرسل الأطهار باللحن الثالث
أيها الرسل القديسون تشفعوا إلى الإله الرحيم أن يمنح غفران الزلات لنفوسنا.
القنداق باللَّحن الثَّاني
يا شفيعَةَ المَسيحيِّينَ غَيْرَ الخازِيَة، الوَسِيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المَرْدُودَة، لا تُعْرِضِي عَنْ أَصْوَاتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تَدَارَكِينَا بالمَعُونَةِ بِمَا أَنَّكِ صَالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ إِلَيْكِ بإيمانٍ: بَادِرِي إلى الشَّفَاعَةِ، وأَسْرِعِي في الطَّلِبَةِ يا والِدَةَ الإِلهِ، المُتَشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ..